القلق الاكتئابي البسيط

0 592

السؤال

السلام عليكم

أعاني من التردد وعدم القدرة على اتخاد أي قرار مهما كان بسيطا وتافها، لدرجة يصل بي الأمر أحيانا إلى البكاء بشدة عند الحيرة، وخاصة في موضوع الارتباط، ففي البداية أكون مقتنعة، لكن ما إن يتقدم حتى أكرهه، كما أنني كثيرة التلون في شخصيتي، فكل مرة بشخصية، بحسب الناس الذين أتعامل معهم، والآن أحس أن دماغي مشوش وغير صاف، وضربات قلبي تتسارع.

وأشعر بالخوف، فأرجو أن تساعدوني، وهل أستعمل (Prozac) كما وصفتموه لشخص مثل حالتي؟ وهل له مضاعفات؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Layla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي وردت في رسالتك تدل على أنك تعانين من قلق نفسي، وهذا القلق النفسي أدى إلى عسر في مزاجك، وعسر المزاج هو درجة بسيطة من درجات الاكتئاب، ولذا من الناحية التشخيصية يمكن أن نطلق على حالتك (القلق الاكتئابي البسيط) والقلق في حد ذاته يؤدي كثيرا إلى التردد في اتخاذ القرارات واهتزاز الثقة بالنفس، وخاصة الأشخاص الذين لديهم ميول وسواسية كثيرا ما تجدهم أكثر ترددا في اتخاذ قراراتهم، وهذا قد يصل لدرجة الإعاقة الاجتماعية، ولكن حالتك لم تصل لهذه الدرجة ولله الحمد.

التلون في الشخصية وتقلبها هو سمة من سمات الشخصية، وأعتقد أن حالتك في هذا الخصوص لم تصلي لدرجة مرضية، إنما هو أيضا نوع من القلق المرتبط بالتكوين الغريزي لشخصيتك.

الشعور بأن الدماغ مشوش وضعف التركيز وربما تطاير الأفكار هذا كله أيضا سمات القلق النفسي، وتسارع ضربات القلب والشعور بالخوف هي أيضا من سمات القلق النفسي، والأعراض الجسدية مثل تسارع ضربات القلب والتعرق وكذلك الرجفة التي تحدث لبعض الناس كثيرا ما تكون أكثر من الأعراض النفسية ولكنها عموما ليست خطيرة أبدا.

أنصحك باللجوء دائما إلى الاستخارة في الأمور التي يجب أن تتخذي فيها قرارا، الاستخارة تقضي تماما على هذا التردد، وهي إن شاء الله باعثة على الطمأنينة في المواقف التي تتطلب اتخاذ القرار.

الرياضة وجد أنها ذات فعالية جيدة لامتصاص طاقة القلق الزائدة، القلق فيه جزء إيجابي وجزء سلبي، الجزء السلبي هو القلق الشديد الذي يعطل الإنسان، أما الجزء الإيجابي فهو الذي يحسن من دوافعنا واندفعاتنا ويزيد من درجة يقظتنا واستعدادنا، وبفضل الله تساعد الرياضة في بناء هذا النوع من القلق الإيجابي، وفي نفس الوقت تؤدي إلى امتصاص النوع الآخر من القلق وهو القلق السلبي، فكوني حريصة على ممارسة الرياضة.

هناك أيضا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة، وهذه التمارين ذات فائدة عظيمة، فأرجو أن تمارسيها بانتظام، وتوجد كتيبات وأشرطة وسي دي ومواقع على الإنترنت توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بطريقة سهلة مبسطة، فأرجو أن تتحصلي على أحد هذه السبل وتتمرين على هذه التمارين، وإذا كانت هنالك إمكانية لمقابلة أخصائية نفسية – وليس طبيبا نفسيا – من أجل التدرب على هذه التمارين، هذا سوف يكون أمرا جيدا.

إدارة الوقت بصورة جيدة والتواصل الاجتماعي كلها إن شاء الله أيضا تساعد في القضاء على القلق، كما أن النظرة الإيجابية حول الذات ومحاولة تنميتها وتطويرها والنظرة المتفائلة نحو المستقبل، تزيل إن شاء الله الكدر وعسر المزاج.

وعليك أيضا بمصاحبة الخيرات والطيبات والصالحات من الفتيات، ويا حبذا لو ذهبت إلى حلقات تلاوة القرآن ومراكز التعلم، ففيها خير كثير وطمأنينة إن شاء الله.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك أن البروزاك دواء جيد ويساعد في علاج مثل هذه الحالة، ولكن أعتقد أن الدواء الذي يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى أيضا تجاريا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، سيكون هو الأنسب والأفضل في حالتك، فيمكنك أن تبدئي بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة ستة أشهر، ثم ارفعي الجرعة إلى خمسين مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراما لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر بجانب السيرترالين يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، إذا تيسر لك الحصول عليه فأرجو أن تتناوليه بجرعة نصف مليجرام صباحا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله، وهذه الأدوية كلها فاعلة وسليمة وغير إدمانية وغير تعودية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وكما ذكرت كوني متفائلة وانظري إلى نفسك نظرة إيجابية، فهذه أهم وسائل العلاج، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على الاستشارات التالية حول علاج قلة الثقة بالنفس سلوكيا : (263699 - 265028 - 265626- 266692).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات