السؤال
لدى صديقي طفل عمره سنتان وشهران، يعاني من اختلاج وتشنج؛ حيث يبدأ الزبد بالخروج من فمه وتتشنج يداه وتدوران للخلف، وتشخص العينان للأعلى ومن ثم يبدأ بالبكاء لمدة عشر دقائق إلى نصف ساعة، عرضه على الأطباء في سوريا فأخبروه أن ولده لديه شحنة كهربائية زائدة في الدماغ، ولم يجد أي تحسن على الدواء.
الحالة تتكرر تقريبا - كما أخبرني - كل عشرة أيام، أحياناليلا وأحيانا في النهار، تتكرر الحالة في الشتاء أكثر من الصيف.
أرجو أن أعلم الحالة بالضبط، هل هي صرع أم ماذا أم كما قال الأطباء؟ وهل لها علاج؟ وما هو؟
أرجو أن يكون الدواء متوفرا في سوريا.
لكم جزيل الشكر ودمتم للأمة جمعاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكر لك ثقتك في موقعك إسلام ويب، ونرحب بك في أي وقت، ونسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء.
فقد أعطيت وصفا ممتازا لحالة هذا الابن - حفظه الله تعالى - وكما ذكر الأطباء أنه لديه زيادة في الشحنة الكهربائية في الدماغ، تصدر غالبا من بؤرة معينة، وهذا هو مرض الصرع، ربما يكون الأطباء لم يسموا الأمور بأسمائها الحقيقية؛ وذلك تقديرا للمشاعر أو خوفا من أن ذلك سوف يسبب انزعاجا، ولكن أنت تسأل وتريد الحقيقة، وها نحن نقول - أخي الكريم - فعلا هذا الابن - حفظه الله تعالى - يعاني من مرض الصرع، ونسأل الله له العافية والشفاء.
ومرض الصرع هو مرض ليس نادر الحدوث، هو منتشر لدرجة متوسطة، وبفضل الله تعالى أستطيع أن أقول أن حوالي تسعين بالمائة من الذين يعانون من مرض الصرع يمكن علاجهم، وهذه نسبة عالية جدا في الطب.
الضوابط الرئيسية في العلاج هي: الالتزام التام والقاطع بإعطاء الدواء في وقته الصحيح وبجرعته الصحيحة وللمدة الصحيحة، وهذه هي أكبر إشكالية يعاني منها مرضى الصرع، حتى من البالغين والراشدين، تجدهم كثيرا لا ينتظمون في علاجهم، وهذا نفسه يكون سببا أكبر في تنشيط البؤرة الصرعية بصورة أسوأ.
فالذي أود أن أنصحك به هو الالتزام التام والقاطع بأن تعطي ابنك الدواء بالصورة الصحيحة، وتوجد الآن أدوية كثيرة جدا، فهنالك ما يسمى بأدوية الصف أو الخط الأول، ثم توجد أدوية الصف الثاني والصف الثالث، وتوجد أدوية تضاف لأدوية الصف الأول، وهكذا.
إذن: الحمد لله تعالى أصبحنا الآن في وضع لا يصاب فيه الطبيب بحيرة إذا لم يتم التحكم في النوبات الصرعية بواسطة الدواء الأول مثلا، فالحلول كثيرة وكثيرة بفضل الله تعالى.
الأدوية كثيرة كما ذكرت لك منها عقار يعرف تجاريا باسم (دبكين كورونو Depakine chorono) ويسمى علميا باسم (فالبرك اسد Valopric acid)، وآخر يعرف تجاريا باسم (تجراتول Tegretol) يسمى علميا باسم (كاربامزبين Carbamazepine)، وثالث يعرف تجاريا باسم (لاميكتال Lamictal) وغيرها من الأدوية، كلها أدوية ممتازة، لكن المهم الآن أن تذهب إلى الطبيب، والطبيب يفضل أن يكون طبيبا للأطفال مختصا في أمراض الأعصاب لدى الأطفال.
ويا أخي: أنا لا أريدك مطلقا أن تبدأ ابنك على أي من هذه الأدوية التي ذكرتها، هذا ليس صحيحا، الدواء يجب أولا أن يوصفه الطبيب وذلك بناء على وزن الطفل وتحديد الجرعة الصحيحة له، وهذا أمر معلوم جدا للأطباء، وإذا لم يستجب لدواء واحد وكانت الجرعة سليمة وصحيحة فالطبيب سوف يقوم بإضافة دواء آخر.
فهذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأنا على ثقة تامة أن الأدوية التي ذكرتها كلها متوفرة في سوريا، لأنها أدوية معروفة، وسوريا من الدول التي تنتج مثل هذه الأدوية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأنصح بالالتزام والالتزام بجرعة الدواء وللمدة الصحيحة، والتي غالبا لا تقل عن ثلاث سنوات، وهذه ليست مدة طويلة بالنسبة لحياة الإنسان.
أسأل الله تعالى أن يشفيه وأن يعافيه، وأن يجعله قرة عين لكم، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.