السؤال
السلام عليكم..
ابني يبلغ من العمر (11) عاما، ولديه عدم تركيز فيما يطلب منه، مثل حل واجباته وحفظ جدول الضرب، وعند تدريسه في المدرسة نسأله: ماذا أخذت؟ فيقول: نسيت، وعندما أدرسه في البيت وأعطيه المعلومة أسأله عنها بعد خمس دقائق فيقول: نسيت، ولا أدري ما السبب، مع أنه في الأجهزة مثل الحاسوب وطرق التعامل في فتح المجلدات ونسخ ولصق الصور والمواضيع والبوربونت والتحميل والإرسال وتنزيل المواضيع لا ينسى من خطواتها شيئا، لدرجة أنه يفهم في برمجة الحاسب.
ولا أدري سبب التناقض في شخصيته، ولو مر عليه موقف منذ زمن بعيد وكان مهما له فإنه يتذكره بحذافيره، فما سبب ذلك؟ وكيف أتعامل مع نسيانه الذي أثر على دراسته وتعامله مع من حوله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الضعيف لله دوما حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فيجب أن ننظر إلى سبب تأخره الدراسي، والذي ربما يكون ناتجا من عدم الرغبة في التحصيل الدراسي، وذلك لأن بيئة المدرسة ربما تكون غير مشجعة له، أو ربما يكون هذا الابن لديه مشكلة في التركيز، والتي تنتج من الإفراط في الحركة وزيادتها، وهذه علة طبية نفسية معروفة، والسبب الثالث هو أن ضعف التحصيل الدراسي يكون ناتجا من ضعف عام في المقدرات المعرفية، والتي تعكس مستوى الذكاء لدى الطفل.
أما بالنسبة لمقدراته فيما يخص التعامل مع الحاسوب وكذلك الأجهزة، والمقدرة على فتح المجلدات والنسخ واللصق والتحميل والإرسال؛ فهذه المقدرات ربما تكون مقدرات خاصة، أي أن الطفل لديه مقدرات خاصة، ولكن الذكاء العام لديه ليس من الضروري أن يكون على المستوى المطلوب.
والمقدرات الخاصة لا تعني أبدا أنه كامل الذكاء، وذلك مع احترامي الشديد لمشاعرك، حيث إن بعض الأطفال قد يكون لديهم مقدرات في أمور معينة وتضعف مقدراتهم في أمور أخرى معينة أيضا، وهؤلاء أيضا يمكن أن يندرجوا تحت انخفاض الذكاء، والأمر الآخر هو أن يكون الطفل عاديا من ناحية مقدرته وذكائه، أي أنه طبيعي، ولكن نسبة لضعف رغبته في الدراسة ذاتها وعدم استشعاره بأهميتها، كما أن افتقاد الوسائط التي تحببه للدراسة؛ هذا ربما يؤثر على التركيز في الغالب، ويكون من الصعوبة عليه التركيز، وقد ينشغل في أمور أخرى مثل الألعاب أو الحاسب الآلي كما ذكرت.
ويجب أن نلتفت إلى المهارات الحياتية الأخرى، هل ابنك يقوم بنفس الأشياء التي يقوم بها بقية الأطفال في عمره وذكائه العاطفي؟ أي: طريقة تعامله مع أقرانه في عمره، والتعامل مع الوالدين، وهكذا، هذه مهارات ضرورية لتحديد درجة المقدرات المعرفية لدى الطفل، وهناك أيضا ما نسميه بالتواؤم الاجتماعي، أي أن سنه الفكري يوائم ما هو مطلوب اجتماعيا أم لا؟
أيضا هنالك ما يسمى التواؤم الوجداني أو العاطفي، كيف يتفاعل مع الأحداث، مع الأفراح مع الأحزان، مع الغضب، هذه كلها مقاييس مهمة لتحديد المعرفة الشخصية لهذا الابن.
ومن هذا المنطلق أقترح بأن تذهب بابنك إلى أخصائي نفسي ليقوم بإجراء اختبارات الذكاء بالنسبة له، واختبارات المقدرات التعليمية الخاصة؛ لأن هناك ضعفا في المقدرات لدى بعض الأطفال في حروف الهجاء مثلا، أو هناك ضعف في الإملاء، والبعض قد يعاني من ضعف في الرياضيات وتكون له مقدرات عالية في بقية المواد، وهكذا، هناك عدة أمور طبية أعتقد أنه لا يستطيع أن يقوم بها إلا شخص متمرس وأخصائي في تلك الأمور، فالذي أنصحك به أن تذهب بابنك إلى الأخصائي النفسي ليقوم بتقييم وتقدير نسبة ذكائه، وكذلك تواؤمه الوجداني والعاطفي والاجتماعي.
وأيا كانت النتائج فإن هناك أمورا تربوية مهمة، وهي أن ترغبه في المدرسة، وأن تشد من أزره، وأن تشعره بأهميته، وأن تكون هنالك دوافع قوية وذلك بتشجيعه وتحفيزه وترغيبه بكل ما هو مطلوب ومعروف في هذه المرحلة، وأن تتجنبوا الانتقاد بقدر المستطاع، ويجب أن يساعد في إدارة وقته، وأن ينهى بصورة لطيفة عن التعامل مع هذه الأجهزة لساعات طويلة، كما أنه من الضروري أن تتاح له فرصة للعب مع أقرانه والمشاركة في نشاط رياضي، وأن تخصص له وقتا معينا للدراسة، وأعتقد أن الأخصائي النفسي سوف يقوم بتقييمه فيما يخص ذكاءه، وسوف يسدي لك إن شاء الله أيضا الكثير من النصائح التربوية، نسأل الله له العافية والنجاح والفلاح، ونشكرك على التواصل مع (إسلام ويب).
وبالله التوفيق.