علاقة الغدة الدرقية بالتخلف العقلي

0 629

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طفلتي تبلغ من العمر أربع سنين وشهرين، وزنها 11 كيلو وطولها 85، هي ضعيفة جدا في بنية جسمها وحجم قدمها ويدها صغيرة ولكن في الحد المعقول، مشكلتها بعدما راجعت أكثر من دكتور واستشاري أن عندها خمولا الغدة الدرقية، وبدأت في العلاج، وتقريبا لنا في العلاج أكثر من 7 شهور، ولكن دون تحسن واضح، وإلى لآن لا تعتمد على نفسها، ومشيتها غير متزنة، والكلام من ثلاث إلى أربع فقط، ووقت النوم تقوم كثيرا حتى لو استيقظت العاشرة صباحا تجلس للساعة الثانية أو الثالثة فجرا.

سؤالي هو: هل يمكن بعد العلاج من الغدة أن تدخل المدرسة؟ ومتى أقرب وقت تظهر به نتائج الغدة؟ وهل قصر القامة والتخلف العقلي يستمر ولا يوجد له علاج؟ مع العلم أن الدكتور قال لي: هذا تخلف اسمه تخلف عقلي اجتماعي ونسبته 70%، فهل كلامه صحيح؟ وهل يمكن أن تدخل طفلتي المدرسة؟ أنا لا أشكك في كلام الدكتور لكن أتوقع الدكتور يقول هكذا حتى لا أقلق، وهل علاج الغدة يدخل في الوزن والطول؟

أتمنى التوضيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هنالك بعض الأطفال الذين يولدون بعجز في إفراز الغدة الدرقية، وإذا تم التشخيص في وقت مبكر -أي بعد الولادة مباشرة- وأعطي الطفل الهرمونات التعويضية فلن تكون هنالك أي إشكاليات فيما يخص نموه الجسدي والعقلي، وكذلك المعرفي، أما إذا تأخر التشخيص فهذا قد تتأتى منه صعوبات في المراحل الارتقائية والتطورية بالنسبة للطفل.

هذه الأعراض التي ذكرتها في رسالتك فيما يخص الوزن والقامة وكذلك الضعف الإدراكي البسيط، لا شك أنها ناتجة من التأخر النسبي في التشخيص، وأرجو أن لا تنزعجي لكلامي هذا، ولكن هذه حقيقة علمية لابد من أن تبلغ لك، وحتى يتم استدراك الأمر إن شاء الله، والذي أرجوه هو الحرص والحرص الشديد جدا على إعطائها العلاج التعويضي، وأن تظل تحت الرقابة الطبية لقياس درجة الهرمون، ويا حبذا لو كانت تحت إشراف طبيب الأطفال المختص في أمراض الغدد.

الوضع المستقبلي بالنسبة لها فيما يخص التطور العقلي والمعرفي وكذلك الجسدي، أعتقد أن النسبة جيدة، ولا أستطيع أن أقول إنها ممتازة، ولكن هنالك فرصة جيدة لأن تتحسن، بأن يتم تأهيلها لدرجة كبيرة، وعليك بالطبع الحرص في تهيئة الجو التأهيلي بالنسبة لها، وهي أن تكثروا من التحدث معها، اجعلوها تتفاعل مع الألعاب ذات الطابع التعليمي، ولا مانع من الأفلام المتحركة في حدود المعقول، وإتاحة الفرصة لها بالاختلاط ببقية الأطفال، هذا يعتبر أيضا علاجا مهما وضروريا جدا.

ما وصفه لك الطبيب بالتخلف العقلي الاجتماعي، المقصود به أن مهاراتها الاجتماعية لم تتطور بما يناسب عمرها، ولكن الأصل أن هذا التخلف الاجتماعي – إذا جاز التعبير – نتج من علة عضوية في الدماغ، وهي قلة هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية.

التأهيل الاجتماعي لا شك أنه سوف يعوض كثيرا من النقص الذي حدث لهذه الابنة – حفظها الله – وعليه أود أن أؤكد مرة أخرى على ضرورة المتابعة، وعلى ضرورة تأهيلها اجتماعيا، وذلك استنادا على الخطوط العريضة التي ذكرتها لك في هذه الرسالة.

أسأل الله تعالى أن يحفظها، وأرجو أن لا تقلقي أبدا، وعليك بالجهد والاجتهاد معها والدعاء لها، ونسأل الله تعالى أن يتولاها، وأن ينعم عليها بنعمة الصحة الجسدية والعقلية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات