السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزى الله القائمين على هذا الموقع كل خير وبارك في جهودهم، وتقبل منهم .. إنه سميع قريب.
أنا متزوجة منذ سبع سنوات، ليس لدي أطفال، ولدي مبيض متعدد الكيسات، تناولت حبوب منظمة للسكر (ميتوفورمين) طوال الفترة الماضية وأجري لي عملية تقشير للمبايض في السنة الرابعة من زواجي، وكان الأطباء يعطوني محرضات طوال فترة الست سنوات ولم يحصل أي حمل.
وفي العام الماضي قررنا عمل أطفال أنابيب فحملت بتوأم ولله الحمد، واستمر الحمل حتى الأسبوع العشرين، ولكن في نهاية هذا الأسبوع فتح الرحم قليلا وحدث ثقب في غشاء واحد من الأجنة وبدأ الماء ينزل بشكل خفيف.
وفي المستشفى بقيت مستلقية على ظهري أسبوعين وأعطوني أدوية مرخية بجرعات عالية، بالإضافة إلى إبر تثبيت، ولكن مع كل هذا أتاني طلق طبيعي وولدت وعاش الجنينان عشر دقائق، ثم توفيا، وبعد ثلاثة أشهر عملت عملية أطفال أنابيب مرة أخرى، فما العمل إذا تم هذا الحمل بفضل الله وكرمه؟ وهل ربط عنق الرحم مجدي؟
علما بأن الطبيبة أرجعت لي ثلاثة أجنة، فهل نختزل واحدا إذا بقوا ثلاثة؟ وهل أتناول الأدوية المرخية من بداية الشهر الخامس؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نسأل الله أن يعوض صبرك بكل خير، وأن يجعله في ميزان حسناتك في الآخرة، وإن ما حدث لك في الحمل السابق هي حالة من أصعب الحالات التي تصادفنا في أمراض الحمل والولادة من كل النواحي، خاصة أننا لا نستطيع معرفة سبب حدوثها وكيف نمنع حدوثها مع كل التطور والتقدم الحاصل في مجال الطب.
وما تم إجراؤه لك هو كل ما كان ممكنا في ذلك الوقت بعد أن تمزق كيس الجنين ونزل الماء، ومعروف بأن كيس الماء إذا تمزق فالولادة ستحدث تلقائيا في أي وقت بعده.
وما حدث لك في الحمل السابق ليس بالضرورة أن يتكرر، فأحد الأسباب التي يظن بأنها سبب تمزق الكيس وحدوث الولادة المبكرة هي أن يكون الجنين أصلا غير قادر على النمو أكثر بسبب عيب خلقي فيه، قد يكون ظاهرا وقد لا يكون، ويكون فقط بالكروزومات، هذه إحدى النظريات مع وجود نظريات أخرى.
لكن هناك احتياطات وقائية يمكن إجراؤها إن حدث لك الحمل من جديد إن شاء الله، وهي قد تقلل كثيرا من احتمالية تكرر الأمر، ومنها:
1- حدوث التهاب حول كيس الحمل مما يجعله ضعيفا قابلا للتمزق بسهولة، وهذا أهم أمر وهو مثبت تقريبا، ولذا يجب على طبيبتك الآن أن تأخذ لك مسحة من عنق الرحم ومن المهبل وإجراء زراعة في المختبر لها للتأكد من عدم وجود أي التهاب أو أية جراثيم ممرضة كامنة قد تكون قادرة على الصعود إلى كيس الجنين وإحداث الالتهاب فيه، وأقترح عليك تكرار العينة مرتين بفاصل أسبوع للتأكد أكثر.
2- يجب عليك إجراء ربط لعنق الرحم عند بلوغ الحمل (14) أسبوعا، بعد التأكد أيضا من عدم وجود التهاب داخلي، ويمكنك هنا وقبل عملية الربط بيوم البدء بمضاد حيوي يكتبه لك الطبيب كنوع من الاحتياط والاستمرار عليه مدة أسبوع، وربط عنق الرحم لا يضمن 100% ثبات الحمل، ولكنه يساعد كثيرا في جعل عنق الرحم مغلقا وبالتالي يرفع احتمال أن يكمل الحمل لغاية بلوغ مرحلة يكون فيها الجنين قابلا للحياة بإذن الله، لذلك يجب إجراؤه عندك بالتأكيد وبدون تردد.
3- يجب التأكد كل شهر بفحص وعينة زراعة من عدم حدوث التهاب في المهبل وعنق الرحم، ويجب إجراء فحص للبول عندك (فحص عادي وفحص زراعة) كل شهر مرة للتأكد من عدم وجود أي بكتيريا، فأحيانا وجود بكتيريا في البول ( وحتى لو لم يكن عندك أي مشاكل أو أعراض التهاب في البول) قد تؤدي إلى تمزق الكيس وآلام طلق مبكرة كما حدث.
4- يجب التأكد من أن الغدة الدرقية عندك تعمل بشكل طبيعي، وهذا يتم عن طريق تحليل دم لهرمون الغدة Tsh، وأخذ المثبتات الحملية على شكل تحاميل أو إبر في الأربعة أشهر الأولى، مع البدء بإعطاء المرخيات الرحمية فيما بعد حسب الحاجة.
5- الإكثار بشكل كبير من السوائل المفيدة والماء خاصة، وعدم تعريض نفسك للجفاف مطلقا، فالجفاف قد يؤدي إلى تقليل دوران المشيمة وبالتالي حدوث تقلصات باكرة في الرحم.
6- التزام الراحة قدر الإمكان والنوم والاستلقاء دوما على الجانب الأيسر، وعدم حدوث العلاقة الزوجية خلال الحمل، وبالنسبة لعدد الأجنة فالعدد الذي تم إرجاعه لك مناسب وعادة لا تعيش كل الأجنة التي يتم إرجاعها، ولا نؤيد اختزال الأجنة إذا كانت ثلاثة فقط، فالرحم القادر على الحمل بجنين واحد يمكنه وبإذن الله أن يتحمل الثلاثة.
وكوننا لا نعرف بالتحديد ما يسبب هذه الحالة فلا نضمن حتى لو تم اختزال عدد الجنة بأن الباقي سيكمل، والاختزال يتم عندما يكون عدد الأجنة أكثر من ثلاثة، وعموما طبيبك المتابع لحالتك هو أقدر على أخذ هذا القرار حسب حالتك، وأوصيك بالإكثار من الدعاء والتقرب إلى الله عز وجل في هذه الفترة ليكتب لك ما فيه الخير، نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بكرمه ورحمته بالذرية الصالحة التي تقر بها عينك.
وبالله التوفيق.