علاج خوف الطفل من الأصوات المرتفعة

0 802

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي طفل عمره سنة وتسعة أشهر، يعاني من الخوف من الأصوات العالية والمرتفعة، سواء بمزاح أو بغضب، فعندما كان عمره أشهر رأى عمتي تصرخ علي بصوت عال جدا فانتابه خوف وقام بالصراخ المستمر والصياح، وبعدها انتابه ضيق في التنفس، وأصبح يلازمه من تلك اللحظة، لا أدري إذا كان هذا هو السبب أو لا؟!

أما الآن - والحمد لله - قلت حدة الضيق ولكن ما زال يخاف من الصوت العالي، والصراخ، أنا خائفة عليه كثيرا، ولا أدري ماذا أفعل له؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو أن لا تنزعجي من خوف ابنك من الصوت العالي والصراخ، فالأطفال يعانون كثيرا مما نسميه بالمخاوف البسيطة أو المبسطة، ومنها الأصوات العالية، الظلام، الحشرات، الحيوانات، الوجوه الغريبة... هذه حقيقة مخاوف معروفة جدا لدى الأطفال، والأمر يكون - إن شاء الله - عرضيا وينتهي بمرور الأيام.

من أجل أن تساعدي ابنك أرجو أن تجعليه عرضة لبعض الأصوات غير المرتفعة، مثلا أحدثي صوتا منخفضا عن طريق مثلا الضرب على جسم صلب أو استعمال أي لعبة تصدر منها أصوات، وحين تعرضيه للصوت المنخفض حاولي في نفس الوقت أن تكوني متلاطفة معه ومبتسمة وتقبليه، أي اربطي بين ما هو طيب وجميل ومحبب للطفل والصوت الذي صدر، وبعد فترة ارفعي من معدل الصوت، وقومي كذلك أيضا بتحبيبه وترغيبه بلفت نظره لأي شيء يحبه.

والهدف هو أن تعرضيه للصوت بالتدريج، أن تبدئي بالصوت المنخفض، وفي نفس الوقت يكون هناك نوع مما نسميه بالارتباط الشرطي، أي الصوت يربط مع استشعار محبب لدى الطفل، هذا - إن شاء الله - يؤدي إلى فك الارتباط الشرطي مع الخوف، وهذه نظرية علمية سلوكية مبسطة ومعروفة.

فأيتها الفاضلة الكريمة أرجو أن تقومي بمثل هذه التمارين البسيطة، واجعلي أيضا طفلك يندمج مع اللعبة ذات الفائدة التعليمية، واجعليه مثلا هو يحدث صوتا بأن يقوم باللعب بإحدى ألعابة التي تصدر منها أصوات، وهكذا.

إذن الهدف هو أن نجعله يتواءم مع ما يخاف منه ويرهبه، وإن كنت أرجح وأؤكد مرة أخرى أن هذه الصور السلوكية والتغيرات التي تحدث لدى الأطفال وانفعالاتهم هي كلها أمور وقتية وعارضة إن شاء الله تعالى.

أرجو أيضا أن تدعو لابنك، وعليك دائما برقيته، فهذا - إن شاء الله - أيضا ذو نفع كبير، والله خير حافظ، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات