السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة منذ عامين ونصف ولم يحصل حمل حتى الآن، ولقد قمت بعمل العديد من الفحوصات وتبين بأن كلينا سليمان، والأشعة الوحيدة التي لم أقم بعملها هي صبغة الرحم.
في آخر زيارة للطبيبة تبين بعد الفحص أن هناك إفراز حليب في صدري الأيسر ووصفت لي Dopergin واستخدمته لمدة شهرين.
هناك شيء آخر أود الاستفسار عنه، وهو أنه وبعد الجماع يخرج السائل المنوي مباشرة ولا يمكث في الرحم حتى لو ظللت مستلقية، وعند الاستفسار قيل لي: إن رحمي قد يكون مقلوبا؛ لذلك يخرج السائل مباشرة، وهذا هو سبب عدم حملي حتى الآن.
أرجوكم أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن المهم جدا - يا أختي - أن تقومي بإجراء تصوير للرحم والأنابيب بالصبغة الظليلة، خاصة إن كان قد أجري لك في السابق أي عملية جراحية في الحوض أو في البطن، للتأكد من أن الأنابيب سالكة عندك، وحتى لو لم يتم إجراء أي عملية جراحية سابقة، فبعد سنتين ونصف من عدم حدوث الحمل يجب التأكد من عدم وجود عائق في الأنابيب أو جوف الرحم.
كما أنك يجب الاستمرار على علاج ارتفاع هرمون الحليب وأخذ الدواء، وعدم إيقافه إلا بعد التأكد من عودة الهرمون إلى طبيعته.
أما بالنسبة لما تصفينه من خروج للسائل المنوي من المهبل بعد حدوث العلاقة الزوجية فاطمئني، فما يخرج هو ليس الحيوانات المنوية بل هو السائل الذي كانت تسبح فيه هذه الحيوانات، وبعض النطاف غير قادرة أصلا على الحركة، وهذا يحدث في كل النساء وحتى لو لم يكن الرحم مقلوبا للخلف ولا يمنع الحمل.
فالسائل المنوي ليس كله حيوانات منوية، بل هو إفرازات متنوعة من البروستاتا ومن غدد جنسية أخرى عند الرجل تسبح فيها الحيوانات الآتية من الخصية.
وبالنسبة للرحم المقلوب فكثير من النساء لديهن الرحم متجه إلى الخلف قليلا، وهذا لا يعيق الحمل- بإذن الله - ولكن إن قيل لك بأن الرحم متجه وبشدة إلى الخلف، فهنا ومع عدم حدوث الحمل لغاية الآن يجب التأكد بتنظير الحوض من عدم وجود سبب يجعل الرحم يتجه بشدة إلى الخلف، مثل وجود التصاقات حوضية - لاقدر الله -.
أنصحك - يا أختي - أن تقومي بإجراء تصوير ظليل للحوض والأنابيب، كما أنصحك بإعادة تحليل هرمون الحليب، والتأكد من الطبيبة نفسها (وليس من الصديقات) عن اتجاه الرحم عندك، وهل هو طبيعي أم لا؟
فإن كان كل شيء طبيعيا عندك فحينها يجب البدء بإعطائك تحريضا للإباضة تحت إشراف طبيبة مختصة، ومتابعتك بالتصوير التلفزيوني لتحري الإباضة وإرشادك عن أنسب الفترات لحدوث الجماع.
وعند حدوث الجماع، وإن ثبت بأن لديك الرحم مقلوب للخلف، فيمكن حينها تجربة حدوث الجماع بطريقة تكونين أنت فيها في وضعية تشبه وضعية السجود كنوع من الاحتياط؛ فهي وضعية مناسبة للرحم المتجه للخلف.
ولكن وحتى في هذه الوضعية وحتى لو بقيت مستلقية ساعات بعد حدوث الجماع، فستظلين تلاحظين خروج بعض السائل المنوي، وكما قلت لك فهذا أمر عادي وليس سببا في منع الحمل إطلاقا، بل هو أمر طبيعي ويجب أن يحدث، وعدم حدوثه يضر بالرحم والمهبل عند السيدة.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك برحمته وكرمه بالذرية الصالحة التي تقر بها عينك؛ إنه على كل شيء قدير.