السؤال
إني أعانى من أعراض جسمانية مختلفة منذ 10 سنوات، وذهبت لأطباء وقمت بعمل التحاليل، والأشعات اللازمة، ولكن لا يوجد ما هو سبب لهذه الأعراض وقد لجأت للعلاج النفسى من القلق والأكتئاب منذ 8 سنوات، وتناولت العديد من أدوية الاكتئاب والمهدئات مع كبار الأطباء، ولكن الحالة متغيرة من الهوادة والشدة، وأنا الآن قلق من كثرة تعاطي الأدوية، وهل هناك أمل في شفاء هذه الحالات حيث أني أحيانا أفقد الأمل في الحياة طبيعيا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / هشام سعيد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
جزاك الله خيرا على سؤالك.
أرجو أن أوضح لك أن كثير من الأمراض والحالات النفسية تتجسد وتظهر أعراضها في شكل أعراض جسدية، ويكون المكون النفسي الظاهر قليل جدا، ولا يستطيع أن يميزه إلا الطبيب المختص وصاحب الخبرة، ومن أكثر الأمراض النفسية التي تظهر في هذه الصورة هو الاكتئاب النفسي، ويعرف هذا النوع من الاكتئاب بالاكتئاب المقنع.
أما بالنسبة لطريقة العلاج فأرجو أولا أن لا تتنقل بين الأطباء؛ لأن ذلك سوف يؤدي إلى توهمات مرضية، ونتائج عكسية قد تضر بصحتك النفسية والجسدية، ولا بد أن تكون لديك الإرادة والإصرار على تجنب التردد على الأطباء.
لا شك أن العلاج النفسي يعتبر علاجا أساسيا لمثل هذه الحالات، وبجانب العلاج الدوائي النفسي لا بد أن تنظر في ظروفك الاجتماعية، وتتكيف مع الواقع بصورة أفضل، وتحاول أن توجه طاقاتك الجسدية والنفسية نحو ما هو مثمر ومفيد، خاصة في نطاق الأسرة والعمل والتواصل الاجتماعي؛ لأن ذلك سوف يقلل كثيرا من انشغالك بالأعراض الجسدية.
الأدوية النفسية الحديثة تعتبر فعالة جدا، وقد اختصرت الطريق كثيرا حيث أن من هو في مثل حالتك لا يحتاج إلى أكثر من حبة أو حبتين في اليوم، علما بأن هذه الأدوية مثل العلاج المعروف باسم (إفكسر) و(بروزاك) و(فافرين) وغيرها تعتبر سليمة جدا، ولا خوف من أي آثار جانبية، وعليه أنصحك أن تأخذ علاج فعال لمدة ستة أشهر، على أن تكون الجرعة هي الجرعة العلاجية المطلوبة، وسوف يساعدك ذلك إن شاء الله كثيرا في اختفاء أو تقليل الأعراض التي تعاني منها، كما أن ممارسة الرياضة أصبحت في الوقت الحاضر من الأدوات العلاجية الفعالة لمثل حالتك، وعليه أرجو أن لا تهمل هذا الجانب .
ختاما: أرجو أن أطمئنك أن حالتك سوف تتحسن وتشفى تماما بإذن الله.
وبالله التوفيق.