السؤال
كيف نتعامل مع الابن المراهق وهو في المرحلة الشهادة العامة عندما يعاند في عدم الدراسة هل نتركه يدرس براحته أم نضغط عليه وخاصة هو في نصف السنة الدراسية لم يحصل على مجموع مع أن أصحابه جميعهم حاصلون على مجموع فوق التسعين مع أنهم يخرجون معه في آخر الأسبوع حتى ما بعد منتصف الليل، ما هو الأسلوب الذي أتبعه معه وخاصة أنه الوحيد في البيت وإخوانه جميعهم متزوجون، وهم من أب ثاني وعندما يحضرون إلينا لا يتعاملون معه بحنان بل بقسوة وكلمات جارحة وأنا أم لا أعرف ماذا أقول لهم، وأبوه موفر له كل ما يحتاج إليه، طلب منا سيارة في أول السنة وأحضرناها له بعد أن قال لنا: إن أصحابي جميعهم يملكون سيارات.
أفيدوني يرحمكم الله كيف أتعامل معه وخاصة أيام الامتحان؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / ليلى يعقوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبارك لك في ولدك، وأن يجعله من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يصلحه وأن يجعله من سعداء الدنيا والآخرة، ومن عباده الموفقين المتميزين، ونعتذر عن تأخر الرد لظروف خارجة عن إرادتنا، ونشكركم على حسن ظنكم بالموقع، ونسأله جل جلاله أن يجعلنا عند حسن الظن دائما.
وأما فيما يتعلق بموضوع ولدك المراهق -بارك الله فيه- فأرى أن لا تضغطوا عليه بخصوص المذاكرة؛ لأنه أدرى بالأوقات التي يكون فيه راغبا في المذاكرة أكثر من غيرها، ولا مانع من الحث العام والتذكير بأهمية المذاكرة بأسلوب هادئ وغير ممل، وعلى فترات، وتوفير الجو المناسب والمساعد على المذاكرة والتركيز، ولفت نظره بأسلوب هادئ إلى تفوق جميع أقرانه، وأنه ينبغي أن يكون مثلهم؛ لأنه ليس أقل منهم، ويملك من الذكاء والفطنة ما يؤهله لذلك، وأن التفوق يفتح أمامه أبوابا واسعة من النجاح في حياته ومستقبله، ولابد أيضا من وضع حد لهذا السهر الطويل حتى لو كان بعد الامتحانات؛ لأنه يضر بالصحة، ويؤدي إلى اكتساب بعض السلوكيات غير المقبولة، وأن الأولى به أن ينظم وقته ليستفيد منه، مع ضرورة التنبيه على إخوانه بعدم التعرض له بالنقد أو التجريح الذي يفسد ولا يصلح، وإنما هو في أمس الحاجة إلى المدح والتشجيع والتذكير بأهمية المرحلة الدراسية التي هو بها، وأنه أهل لأن يكون من المتفوقين، وأنه قادر على ذلك، إلى غير ذلك من الكلام المقوي للعزائم والمشجع على المذاكرة.
وختاما: أوصيك ووالده بالدعاء له؛ لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء له بالهداية والتوفيق والنجاح، وليكن ذلك أمامه ومن ورائه؛ لأن هذا له أبلغ الأثر في نفسه، مع تمنياتنا له بالنجاح والتوفيق، وبالله التوفيق.