ما سبب الرعشة في الأطراف وأثناء النوم؟

1 1173

السؤال

السلام عليكم

منذ سنوات بعيدة أشعر بالرعشة في الأطراف، يعني لو أمسك بالقلم أو أدخل المفتاح في الباب ترتعش يدي، خاصة أثناء الإرهاق أو الجوع، وعادة أثناء الصباح أستيقظ من النوم وترتعش يداي، ولا أستطيع أن أشير بها أثناء كلامي؛ لأنها ترتعش، وأشعر بذلك في قدمي، وأريد من يدلكها لي، فحينما أجلس وأضع قدما على قدم أجد أن قدمي المرفوعة تهتز اهتزازات متساوية؛ وذلك حتى بيني وبين نفسي دون أن أتعرض لأحداث يحدث فيها رهاب اجتماعي أو ما شابهه.

كما ينتابني أثناء محاولة النوم رعشة سريعة، يكون مصدرها القدم أو أحد الجانبين في جسمي أو الكتف تكون كمن لمسته الكهرباء فيرتعش الجسم كله معها أو يهتز - إذا صح التعبير - فهذا ما أشعر به، وتمضي في أقل من لحظة، وذلك أيضا يأتي بمعدل مرة أو أكثر في اليوم أثناء الاستلقاء أو محاولة النوم، كما يأتيني في النوم التام ولكن لا أشعر به، فقد أخبرتني زوجتي أنه تنتابني رعشة أو هزة سريعة جدا أثناء النوم قد تكون مرة واحدة، فما هذا الأمر؟ وهل له أضرار؟

ملحوظة: أتناول منذ ثلاثة أشهر دواء" اللسترال" للاكتئاب، والرهاب الاجتماعي، حبتين ليلا وحبة صباحا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شوكت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الرعشة التي تحدث في اليدين أو الرجلين أو في بقية الجسم قد تكون لها أسباب عضوية أو قد تكون لها أسباب نفسية أو قد تكون أسبابها غير معروفة، فمن أكثر الأسباب العضوية التي تؤدي إلى هذه الرعشة والرجفة هي زيادة إفراز الغدة الدرقية، وهنالك علة تعرف باسم (الشلل الرعاشي) وهي تصيب كبار السن نسبيا، أنت لم توضح عمرك، ولكني أحسب أنك في سن الشباب، ومن الأسباب العضوية أيضا هو التهابات داخلية في أجزاء المخ أو ما يسمى بـ (جزع الدماغ)، هذا أيضا قد يؤدي إلى هذا النوع من الارتعاش، ولكن بالطبع هذا الأخير الذي ذكرته يكون له تبعات وأعراض مرضية أخرى مثل عدم القدرة على المشي بصورة متوازنة أو فقدان التوازن عند الجلوس أو عند المشي.

ومن الأسباب النفسية: القلق النفسي فهو من أكبر مسببات هذه الرعشة، ويوجد أيضا سبب لا نستطيع أن نقول أنه نفسي أو عضوي، وهو أن بعض أفراد الأسرة والأسباب الوراثية توجد لديهم مثل هذه الرعشة، وتعتبر رعشة حميدة وتستجب لبعض العلاجات، ومن الأدوية الشائعة الاستعمال عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol).

بالنسبة لما يحدث لك قبل النوم وفي أثناء النوم من شعور كأن هنالك لمسة كهربائية، هذا نسميه بما يشبه الهلاوس الحسية، وهي مرتبطة بالإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي أو القلق النفسي، وتحدث لبعض الناس في بداية النوم، والبعض الآخر عند نهاية النوم، إذن غالبا هذه مرتبطة بالقلق النفسي، وهي حالة حميدة جدا بالرغم مما تسببه من إزعاج.

ما ذكرته الفاضلة زوجتك بأنه تنتابك رعشة أو هزة سريعة جدا أثناء النوم، هذا أمر يستحق الاهتمام والانتباه إليه؛ لأنه توجد بعض الحالات النادرة يكون هنالك نشاط زائد في كهرباء المخ، البعض قد يسمي هذا بوجود بؤرة صرعية، هذا قد يؤدي إلى هذه الرعشة في أثناء النوم.. أرجو ألا تنزعج لذلك أبدا، والمطلوب منك هو أن تذهب إلى الطبيب وتطلب منه أن يجري لك تخطيطا للدماغ، وإذا كان هنالك أي نشاط كهربائي زائد سوف يتم تحديده والعلاج - إن شاء الله تعالى – سهل جدا في هذه الحالات.

والمطلوب منك أيضا هو أن تقوم بفحص الغدة الدرقية، وأحسب أنك قد قمت بذلك؛ لأن هذا فحص بسيط، والأطباء يدركون تماما أن أي شخص يعاني من أي رعشة في الأطراف لابد أن نتأكد من أنه لا توجد زيادة في إفراز الغدة الدرقية، عموما إذا لم يتم الفحص فأرجو أن تقوم به.

ما ذكرته عن عقار (اللسترال Lustral) - ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) – فهو عقار جيد جدا لعلاج القلق وعلاج التوتر.

أنا لا أعتقد أنك تعاني من رهاب اجتماعي؛ لأنه ليست لديك مشكلة في المواجهات، هذا ربما يكون ناتجا من قلق عام، أو ربما يكون من نوع الرعشات التي تظهر لدى بعض أفراد الأسر، وهي غير معروفة السبب.

أقول لك: استمر على عقار لسترال وهو عقار جيد، ولكن لدي ملاحظة واحدة وهي أن الجرعة التي تتناولها ربما تكون كبيرة نسبيا، بالرغم من أنها جرعة سليمة، أعتقد يمكن أن تستمر على ثلاث حبات يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.. هذا ربما يكون ترتيبا معقولا جدا.

بجانب اللسترال هنالك عقار قد ذكرته لك يعرف باسم (إندرال) لا أعرف إن كان الطبيب قد نصحك بتناوله أم لا، لكن عموما هو دواء جيد جدا لعلاج مثل هذه الرعشات، جرعته المطلوبة في حالتك هي عشرون مليجراما صباحا وعشرون مليجراما مساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى عشرين مليجراما في الصباح لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الإندرال، ولكن لا مانع من تناوله عند اللزوم إذا كانت هنالك حاجة لذلك.

إذن - إن شاء الله تعالى – الأمر بسيط، وعليك أن تتبع الإرشادات التي ذكرناها لك، وعليك أن تقوم بالفحوصات المطلوبة حتى تكتمل الصورة الإكلينيكية ونطمئن جميعا.

المطلوب منك أيضا بالنسبة للنوم هو أن تمارس أي نوع من الرياضة كالمشي وحاول أن تتجنب النوم في أثناء النهار، وحاول أن تثبت وقت الذهاب إلى النوم ليلا – هذا يساعد كثيرا – وحاول أن تكون مسترخيا قبل النوم، ولا تشغل نفسك بأمور الدنيا، حاول أن تركز على أذكار النوم، ويا حبذا لو توضأت وصليت ركعتين، هذا - إن شاء الله تعالى – فيه خير كثير لك، وتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء؛ لأن كل المشروبات والأطعمة التي تحتوي على مادة الكافيين ربما تكون مثيرة بعض الشيء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به وأسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك – مرة أخرى - على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات