علاج الهلع وتسارع دقات القلب وضيق التنفس

0 711

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إخواني في الله تحية طيبة وبعد:

قبل عامين تقريبا أصبت بمرض والحمد لله على ابتلائه، وأعراض هذا المرض هي تعرق راحات اليدين كثيرا بمجرد الشعور بالخوف، وسرعة في دقات القلب، وهبوط في الضغط وآلام في كل أنحاء الجسد، فذهبت إلى كثير من الأطباء، ولم يستطيعوا أن يعينوا حالتي بالضبط، وكانت حالتي تسوء جدا.

في النهاية ذهبت إلى طبيب متخصص في الدماغ والأعصاب؛ فعاين حالتي وقال إني مريض بمرض نفسي يقال له (القلق النفسي) وأنا الآن أشعر بكثير من المتاعب من هذا المرض؛ لأني أصبحت أخاف من أي شيء، حتى على مستوى الجامعة أصبحت أخاف الذهاب إليها، وكذلك السفر والتنقل من بلد لآخر أشعر في ضيق في التنفس وهبوط في الضغط، وهذا الشيء أثر على كل حياتي وعلى عملي، فحتى الآن أنا جالس بدون عمل ولا دراسة، وقد وصف لي الطبيب دواء اسمه (ميلوديل 25) ثلاث حبات في اليوم، فماذا أفعل؟!

علما بأن حياتي إذا بقيت هكذا فلن أستطيع أن أفعل شيئا في حياتي وسوف أبقى خائفا من كل شيء، وجزاكم الله كل خير ودمتم في حفظ الله ورعايته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة التي حدثت لك منذ عامين أتفق معك تماما أنها مزعجة بعض الشيء؛ لأنها نوبة حادة من نوبات الخوف نسميها بحالة الهلع أو الهرع، وتتصف بوجود شعور بالخوف وتسارع في ضربات القلب، والبعض قد يشعر كأن الموت قد دنا، وهذا الشعور لا شك أنه شعور مزعج.

وكما شخص حالتك الأستاذ المختص في أمراض الدماغ والأعصاب، فهو نوع من القلق النفسي الظرفي، ونسميه – كما ذكرت لك – بالهلع أو الهرع، وهو يتميز بوجود أعراض جسدية وأعراض نفسية، فالأعراض الجسدية تنشأ من زيادة في إفراز مواد معينة منها مادة تعرف باسم (أدرانلين) وهذه قد تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، والتعرق، وكذلك الرعشة، وأما الجانب النفسي فشعور بالضيق والشعور بعدم الارتياح وضعف التركيز والخوف.

وبعد ذلك تطور الأمر لديك بسيطا وأصبحت لديك المخاوف تظهر عليك في الأماكن العامة، مما جعلك تتوقف عن السفر والتنقل، هذا أيضا جزء من القلق النفسي نسميه أيضا بقلق المخاوف، والبعض يسميه برهاب الساحة – أو رهاب الساح – أي لا يستطيع الإنسان أن يخرج لوحده في الأماكن العامة أو الأماكن المزدحمة.

أؤكد لك أن الحالة بسيطة وأن الحالة ليست عضوية وهي حالة نفسية، ولا تعتبر من الحالات الصعبة، بالرغم من أنها تسبب لك الإزعاج.

يبقى بعد ذلك أن أصف لك علاجا دوائيا، والدواء الذي وصفه لك الطبيب جيد ولكنه ليس العقار المثالي، هنالك أدوية مضادة لقلق المخاوف أفضلها عقار يعرف تجاريا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أنا لست متأكدا إذا كان موجودا في فلسطين المحتلة أم لا، وعموما أرجو أن تبحث عنه، وإذا تمكنت من الحصول عليه فهذا شيء جيد، وإذا لم تتمكن سوف أصف لك أحد الأدوية البديلة.

جرعة السبرالكس هي عشرة مليجرامات ليلا بعد الأكل، تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى عشرين مليجراما ليلا، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرامات ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرامات ليلا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وبجانب السبرالكس هناك عقار بسيط يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival)، لا بأس أيضا من أن تتناوله منه حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

يعتبر السبرالكس هو العلاج الأساسي، والموتيفال هو العلاج المساعد، وإذا لم تتحصل على السبرالكس فهنالك عقار بديل يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى غير بروزاك.

هذا الدواء جرعته هي كبسولة واحدة (عشرين مليجراما) في اليوم لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجراما) في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية وهي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، وهذه الأدوية كلها أدوية فعالة وأدوية سليمة وأدوية متميزة.

إذا كان اختيارك هو البروزاك يفضل أيضا أن تتناول معه الموتيفال بنفس الطريقة التي وصفتها لك مع السبرالكس.

ولابد أن تكون إيجابيا في تفكيرك، ولابد أن تدفع نفسك دفعا إلى أن تخرج من المنزل وتشارك في النشاطات الاجتماعية، وتتواصل مع أرحامك ومع أصدقائك، وهذا بالطبع يشكل جزءا أساسيا جدا من التأهيل النفسي، وممارسة الرياضة أيضا تعتبر أمرا طيبا وجيدا، وعليك أن تحرص على الصلوات في جماعة بالمسجد فهي إن شاء الله فيها خير كبير وكثير لك، واحتسب الأجر عند الله تعالى، وفي نفس الوقت هي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي الذي يزيل الخوف والقلق والتوتر، ويؤدي إلى الطمأنينة بإذن الله، وختاما نشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات