أسباب طنين الأذن وعلاقته بالمرض النفسي

0 758

السؤال

عمري 38 سنة، متزوج ولدي 4 أطفال، راجعت طبيبا نفسانيا حيث إني وقعت في أزمة نفسية شديدة من الخوف من المجهول، وثقل الرأس، وعدم الشهية للأكل، ووصف لي علاجا واستمريت على العلاج وتحسنت قليلا، إلا أنني أعاني الآن من الطنين داخل الرأس، وقد قمت بفحص شامل للأذن ولم يتضح شيء.

والآن أستعمل السيبرالكس والحمد لله تحسنت كثيرا، إلا أن الطنين ما زال يضايقني، ويوجد في يدي احمرار، وكذلك مع أسفل القدم، فهل له علاقة بالموضوع؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فإن هذه الأزمة النفسية التي مررت بها يظهر أنها تحمل صفة قلق المخاوف، وقلق المخاوف هو من الحالات النفسية الوجدانية التي يحس صاحبها بتوتر وأزمة نفسية شديدة، فهي ظاهرة أعراضها صعبة ولكن في حقيقتها ليست خطيرة أبدا بالرغم مما تسببه من مضايقة وإزعاج، وهي بفضل الله تعالى تستجيب استجابة جيدة للعلاج.

أقول لك: الحمد لله الذي أنعم عليك بنعمة التحسن بعد أن بدأت في تناول عقار السبرالكس، وأنت لم توضح لي الجرعة التي تتناولها الآن، ولكن أود أن أوضح أن الجرعة العلاجية هي عشرون مليجراما وليست عشرة مليجرام كما يوصف كثيرا، وجرعة البداية هي خمسة أو عشرة مليجرام، وبعد أسبوعين إلى شهر ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام لمدة خمسة أشهر أخرى ثم إلى خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

هذا هو الزمن المفترض أن تتناول فيه هذا الدواء وكذلك الجرعة، وتناول الدواء بهذه الطريقة -إن شاء الله تعالى- يقلل من فرص الانتكاسة.

أما بالنسبة للطنين الموجود في الأذن فأكبر أسباب الطنين هي بالطبع أمراض الأذن، خاصة الأذن الداخلية أو جهاز التوازن الموجود خلف الأذن، قد تكون هنالك التهابات فيروسية أثرت على العصب قليلا أو أن الدورة الدموية ليست بالانسياب المفترض، وفي حالات أخرى لا يوجد أي سبب لهذا الطنين، وقد ربط الطنين أيضا ببعض الأدوية كالإسبرين مثلا فالذين يتناولونه لفترات طويلة ربما يصابون بهذا الطنين.

عموما هذه حالة حميدة، وهنالك عقار يعرف تجاريا باسم (بيتاسيرك Betaserc) ويعرف علميا باسم (Betahistine dihydrochloride)، هذا العقار يستعمله كثيرا أطباء الأنف والأذن والحنجرة لحالات الطنين وكذلك الدوار الناتج من أمراض الأذن، يمكنك أن تجربه بجرعة ثمانية مليجرام ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوعين، ثم خفضها إلى ثمانية مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم ثمانية مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

وهنالك عقار آخر يفيد أيضا يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride) وجرعته هي خمسون مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عنه.

إذن لديك الآن خيارات جيدة إذا أردت تناول البيتاسيرك وكان سببا بفضل الله في إزالة هذا الطنين فهذا أمر طيب وحميد، وإذا لم تتحسن تناول الدوجماتيل كما وصفته لك، وأسأل الله تعالى أن يزول، وكن حريصا ألا تدخل المياه إلى أذنيك، هذا من المتطلبات الضرورية لحماية الأذن.

بالنسبة للاحمرار الموجود في اليدين وأسفل القدم فلا أرى أنه أمر مزعج، ربما يكون زيادة في تدفق الدم في هذه الأماكن وهذا يحدث أو ربما تكون حساسية بسيطة هي التي أدت إلى ذلك.

عموما لا أراه شيئا مزعجا، وإذا رأيت أنه لم يتحسن أو لم يختف فيمكنك أن تعرض الأمر على طبيب الجلدية.

بجانب العلاج الدوائي يجب أن تواجه هذه المشكلة التي وصفتها بأنها أزمة نفسية، حاول أن تواجهها، حاول أن تجد الحلول المناسبة، وفكر إيجابيا حول إنجازاتك الطيبة في الحياة، فأنت لديك الحمد لله أسرة ولديك ذرية، والحمد لله من الواضح أن لديك الكثير من عوامل الاستقرار.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق، ونشكرك – مرة أخرى - على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات