السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا شيخ أحسن الله إليكم.
أنا شاب من ليبيا أبلغ من العمر (34 عاما)، موظف ، خطبت فتاة منذ أربع سنوات. أي في عام (1998م)، كانت الأمور والحمد لله على أحسن ما يرام، حيث كنت أبذل قصارى جهدي لكي أتزوج ، ولكن بعد ثلاث سنوات من الخطبة حصلت مشكلة بين قبيلتي وقبيلة أهل البنت، حيث وقع شجار بين الأطفال نتج عنه قتل شاب من قبيلة أهل البنت، ومنذ ذلك الوقت والأمور متوقفة، فكلما أذهب إلى أهل البنت وأتحدث معهم بخصوص الزواج يقولون: ما زال الوقت غير مناسب، وأتركه في العام القادم، وأنا يا شيخ الآن مبعوث في دراسة خارج البلاد في الصين ، وكما تعلم يا شيخ العزوبة في بلاد الكفر خطر كبير على المؤمن، علما بأنني والحمد لله لدي القدرة المالية الكافية للزواج، وأنا لا أستطيع أن أعيش في بلاد كهذه، حيت التبرج والفتنة الكبيرة من النساء، فبما تنصحونا يا شيخ؟
هل أنتظر أكثر لكي أتزوج هذه البنت، علما بأنني أحبها وهي ذات أخلاق ودين، أم أبحث عن فتاة أخرى؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا بك من ليبيا أو من الصين، فيسعدنا دائما اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فاتصل بنا ولا تتردد، وخاصة في تلك البلاد التي ستذهب إليها وهي جديدة عليك .
وأما بخصوص ما ورد بسؤالك: فأقترح عليك أن تذهب مرة أخرى على أهل خطيبتك، وأن تطلب منهم موعدا محددا في أقرب فرصة؛ لأنك لن تسافر إلا بزوجة، وأظهر لهم الجد والحزم في الطلب، فإذا ماطلوا أو أبدوا عدم رغبتهم في ذلك فاعتذر منهم وتحلل من الذي بينك وبينهم، وابدأ في البحث عن فتاة أخرى ذات خلق ودين، وستجد بإذن الله ضالتك المنشودة، ولعلها أفضل إن شاء الله، وأنا معك في ضرورة وجود زوجتك معك في تلك الغربة المهلكة، فتوكل على الله، وفاتح الجماعة في الموضوع مرة أخرى، وقل لهم إما الزواج وإما إنهاء العلاقة فورا؛ نظرا لظروفك، واعلم أن الله لم ولن يتخلى عنك؛ لأنك ما فعلت ذلك إلا حرصا على دينك، يقول المولى تبارك وتعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، [الطلاق:2-3] ولكن أحذرك بأن لا تتعجل فترتبط بفتاة غير ملتزمة؛ لأنها ستكون عبئا عليك، ولا تنس قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فعليك بذات الدين بعد أن تحدد الموقف مع أهل خطيبتك، واحمل معك بعض المقويات الإيمانية في تلك الغربة، واجعلنا دائما إخوة لك، فاتصل بنا في أي وقت وفي أي موضوع، وستجدنا دائما في انتظارك، مع تمنياتنا لك بالتوفيق في أمر زواجك، والتوفيق في دراستك، وأن يحفظ الله عليك دينك، وأن يردك إلى بلدك وأهلك سالما غانما.
وبالله التوفيق.