السؤال
السلام عليكم.
تعرفت إلى شاب على الشات، وانتقلنا للماسنجر والجوال، وحدثت بعض المشاكل، وهو قد لمح لي بالزواج، ولكن لم أناقشه لأن كرامتي لا تسمح بأن أطلب منه أنا أن يتقدم لخطبتي.
وقد عرف أخي بعلاقتي بهذا الشاب، وضربني، وأخذ مني الجوال، ولكن هذا الشاب أصر، وقال لي: إنه يريد أن يخطبني، وأنا تحججت؛ لأني شعرت بمدى الفارق بيني وبينه؛ فهو من عائلة كبيرة وغني، وأنا عكسه تماما من عائلة بسيطة وفقيرة.
ولكن الغنى غنى النفس، كما أني لم أود أن أتزوجه إلا بعدما نكبر قليلا، أو أصبح بنفس مستواه، أو قريبا منه، وتركنا بعضنا البعض لفترة لا بأس بها، ولكن عدنا لبعضنا، فأنا أحبه وهو يحبني!
ولكن أحيانا يخالجني الشك بأنه قد لا يكون يحبني، وأنه يتسلى بمشاعري، أنا أعلم أنها علاقة محرمة، وأود التوبة، ولكن لربما تزوجنا، فأنا لا أريد الزواج بواحد لا أعرفه، ولا أحمل له أي مشاعر، بل أريد الزواج برجل أحببته وأحبني.
فهل فهمت مقصدي؟ أتمنى أن تقدم لي المشورة والنصيحة، فأنا أريد أن أتأكد من حبه لي، وأن حبنا سوف يؤدي للزواج، وبنفس الوقت لا أريد أن أطلب منه أن يخطبني، لا أريد أن أبدأ أنا.
أرجوكم ساعدوني، فأنا في حيرة، وأود التخلص من هذا الهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن أهم اختبار لمعرفة صدق الشاب هو مطالبته بالمجيء لداركم من الباب، ومقابلة أهلك الأحباب، وليس مطالبته بذلك عيب، بل العيب والشر في الاستمرار في الاتصال عليه؛ لأن هذا العمل لا يوصل إلى المعرفة الحقيقية ولا إلى الحب الحلال، وذلك لأن بيع الكلام المعسول أمر في منتهى السهولة، وما أكثر الذئاب الذين يلبسون الثياب، وطبع الحمل الوديع أن يخشى الذئاب.
والفتاة المسلمة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، فاتقي الله في نفسك، وأوقفي هذا العبث، فإن فيه ضررا كبيرا بك حتى لو حصل بينكما زواج، وذلك لأن الشيطان الذي يجمعكم على المخالفات والمكالمات هو الذي سيأتي في الغد ويقول للشاب كيف تثق فيها بعد أن كلمتك دون علم أهلها؟! ويقول لك كيف تثقين فيه؟ وما المانع أن تكون له علاقات؟ فيبدأ بالشكوك والأزمات، وكل معصية لله تعتبر نذير شؤم وعواقبها وخيمة!
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بتعجيل التوبة قبل فوات الأوان، واعلمي أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان، فإذا تمادى واستمر، ولبس للمعاصي لبوسها، فضحه الله وهتكه وخذله.
ولأنك في منزلة البنت والأخت، فنحن لا نرضى لك التعامل مع مثل هؤلاء، وإذا كان فيه خير وصدق فعليه أن يطرق باب أهلك، ثم يأتي بأهله، فإذا لم يفعل فهو أحد الأشرار العابثين بالأعراض، ونحن في الحقيقة نخشى عليك من الجري وراء السراب، ونخشى على قلبك الطاهر من التعلق بغير الله، أو الارتباط بمن لا يستحق.
واعلمي أنه يصعب على الفتاة أن تتعلق بشاب وتسعد مع غيره، لأنها ستصاب بالشتات والحيرة، وتذكري أن الرجل يحتقر الفتاة التي تكلمه من وراء أهلها، فقولي له إن كنت صادقا فاطرق الباب، ثم لا تكلميه ولا تهاتفيه ولا تراسليه حتى لا يلعب بعواطفك، وهكذا تفعل الحرائر من أمثالك وهذا هو المقبول شرعا، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.