السؤال
سلام الله عليكم.
أنا شاب وفقني الله لخطبة فتاة، وهي على خلق وتكن لي كل خير ولله الحمد، وفي يوم من الأيام قالت أنها تريد أن تصارحني عن شيء يؤذيها حتى لا يكون هناك ما تخفيه عني، قالت: إنها قد أعجبت بشخص قبلي بسنوات أثناء الدراسة إلا أنها لم تكلمه ولم تعلمه بذلك بأي طريقة، وقد أقسمت لي أن هذا الموضوع قد نسيته من ذاكرتها تماما، وأنها لا تريد شخصا سواي، وأشهد الله أنها فعلت الكثير من أجلي حتى تتم الخطبة إلا أنني أصابني شيء من الغيرة والضيق، ولا أدري ماذا أفعل حيال ذلك الموضوع، على الرغم أنني أكن لها كل احترام وتقدير.
أريد نصحكم وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يبارك لك في خطيبتك، وأن يبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يملأ حياتكما ثقة ومحبة ومودة ورحمة، وأن يجعل كل واحد منكما عونا لصاحبه على طاعة الله ورضاه، وأن يمن عليكم بذرية صالحة طيبة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن هذه الأخت فاضلة، ويبدو أنها أخت صادقة، وأنها قليلة التجربة؛ لأنه كان يكفيها أنها لا تتكلم عن هذا الموضوع مطلقا ما دمت لم تسألها، ولكنها كونها صارحتك بذلك معنى ذلك أنها أخت نقية وأنها أخت عفيفة، وأنها صاحبة ضمير حي، والدليل على ذلك أنها أخبرتك بشيء تافه كان من الممكن كتمانه، بل إن من حقها أنك إذا سألتها ألا تخبرك الحقيقة؛ لأن هذه مسائل قد مضت ما دامت قد تابت وحسنت توبتها واستقامت سيرتها في الناس، والناس يذكرونها بالخير وهي الآن على خير.
فالماضي ليس من شأنك أن تنقب فيه، إلا أن هذه الأخت لأنها سليمة النية ولأنها نقية الفطرة أخبرتك بهذا الشيء البسيط الذي لم يتعد مجرد إعجاب، وهذا وارد جدا، فكل واحد منا قد أعجب مثلا بكثير من الأخوات الجارات أو مثلا الزميلات في العمل أو أحيانا مثلا في الدراسة، ولكن هل ترتب على ذلك مثلا أنه حدث هناك كلام أو حدث هناك احتكاك؟ هذا هو الذي يؤاخذ عليه الإنسان شرعا، أما مسألة الميل القلبي هذا أمر قدري لا يملك فيه الإنسان شيئا، ولكن يحاسب الإنسان على التصرفات الظاهرة سواء كان من كلام أو كان من حركات أو تصرفات، هذا هو الذي يؤاخذ عليه.
ولذلك أرى أن تطمئن وألا تجعل هذه القضية تنغص عليك حياتك، وأن تعلم أن خطيبتك هذه على خير، وأنها امرأة نقية وأنها عفيفة وأنها فاضلة، ما دمت واثقا أنها صادقة في كلامها، فلا تلق بالا لذلك واستعن بالله عز وجل، ولا تقف طويلا أمام هذه المحطة القديمة، لأنها لا تخدش فيها ولا تقلل من شأنها أبدا، بل على العكس ترفع من مقامها عندك إذا أردت أن تفهم الأمر بطريقة صحيحة؛ لأنك ستكون مطمئنا إلى أقل شيء سيحدث في حياتك سوف تخبرك به، والدليل على ذلك أنك أنت لم تكن موجودا فيه ولم تكن على الشاشة في أثناء وجوده، ولكن هذا أمر في أثناء الدراسة وقد مضى وانتهى، إلا أنها أبى عليها ضميرها الحي أن تكتمه عنك فأخبرتك به طواعية واختيارا، فهذه امرأة أمينة، وأوصيك بها خيرا.
وأوصيك أن تحرص عليها، وأوصيك ألا تفتح معها هذا الموضوع مرة أخرى مطلقا حتى لا تجعل للشيطان مدخلا إلى علاقتك بها، واستعن بالله، وأسأل الله أن يجعلك عونا لها على طاعته ورضاه، وأن يجعلها عونا لك على طاعته ورضاه، وأن يجمع بينكما عاجلا غير آجل على خير، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.