السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب مغربي عمري 30 سنة، مهاجر في إسبانيا، تعرفت على فتاة في بلد المهجر فأردت أن أتزوجها، لكن أهلي رفضوا كلهم، ابتداء من الوالدة وانتهاء بأخي الصغير، وسبب الرفض هو أن هذه الفتاة غير معروفة لديهم، ولكونها سافرت وهجرت البلد منذ عامين دون محرم، وأقامت هنا مع عمتها المتزوجة من نصراني، ثم بعد ذلك انتقلت لتسكن مع أخيها، لكنه يعمل وهي تعمل مع النصارى، وأنا أخلو بها وأخوها لا يحرك ساكنا، ولا يهمه شيء، والوالدة ترفض الموافقة، وقد كتبت عقد الزواج ولم أدخل بها بعد، فماذا أفعل؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نريد لشباب الإسلام أن يبحث عن صاحبة الدين، ونتمنى أن يكون أهل الفتى على معرفة بخطواته في أمر الزواج منذ البداية؛ لأن في معرفتهم لهذا الأمر فوائد عظيمة، وفيها عون للفتى على التوفيق بين الواجبات المطلوبة منه شرعا؛ فالإسلام الذي أباح له الزواج وأمره بمعاشرة الزوجة بالمعروف هو الإسلام الذي أوجب عليه البر بوالديه والإحسان إلى إخوانه وأخواته وأرحامه.
ومن هنا فنحن نقول أن السعيد هو الذي يفوز بصاحبة دين وأخلاق تحبها والدته ويرضاها أهله، وكم تمنينا أن يدرك كل طالب جامعي أو مسافر أو مهاجر أن أهله في شوق إلى يوم زواجه، وأن أهله في الغالب يكونون قد أعدوا له شريكة المستقبل التي لا يقبلون بغيرها، ومن هنا فإنه يصعب عليهم أن يتقبلوا مفاجأة العروس الجاهزة، وغالبا ما يدفعهم العناد إلى رفضها حتى ولو كانت متدينة، فكيف إذا وجدوا فيها ثغرات ومخالفات لا تقبل بها شريعة الله، بل ولا تقبل بها حتى العادات العربية التي تنطلق في الغالب في مفاهيم شرعية.
ومن هنا فنحن ندعوك إلى دراسة الموضوع من كافة الجوانب، مع ضرورة تحديد إمكانية عودتها وتوبتها من مسألة السفر والمبيت هنا وهناك، وهذا أمر غاية في الأهمية، وأحسب أنك بدأت التردد والخوف من تساهلها وأهلها حتى في خلوتك معها، وأحسب أن حسم هذا الأمر مهم جدا قبل إكمال المشوار.
ولا يخفى على أمثالك أن المسلم إذا تردد في أمر فإنه يستخير ويستشير ثم يتوكل على الخالق القدير، فأين أنت من كل ذلك؟ وما هو رأي العقلاء والفضلاء من أهلك ومعارفك؟ وأين سوف تكمل بقية حياتك؟ وهل هي من النوع الذي تقبل النصح؟ وهل أنت صاحب دين يؤثر ولا يتأثر أم أنك مسلم عادي؟ لأننا نخاف في مثل هذا الأحوال أن يسير الأطفال بسير والدتهم، وإذا كان بعض أهلها نصارى وهي في بيئة النصارى فإن خوفنا يشتد على مستقبل الأطفال.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن يكون نظرك للمسألة من كافة جوانبها، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.