السؤال
أعاني من لدغ البراغيث بصفة مستمرة، والحكة والاحمرار الشديد في جميع أنحاء جسمي وخاصة عند النزول إلى الشارع، فأحس بلدغات البراغيث بالرغم أن الشخص الذي يمشي جواري لا تصل إليه، وحتى في المنزل أيضا لا تصل البراغيث إلى أحد غيري، بالرغم أنه لا نربي أي حيوانات أو شيء، ولكن تزداد لدغات البراغيث عند النزول إلى الشارع ولا تصل إلى أحد غيري، فما السبب في ذلك؟ وكيف أتجنب لدغاتها؟ أرجو معرفة سبب تعرضي للدغ البراغيث لي فقط بشكل مستمر والحكة والاحمرار الشديد ولا تصل لأحد غيري!!.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامح ثروت السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الوصف المذكور قد يكون أو لا يكون لدغ حشرات أو براغيث كما تقول، ولذلك ومن باب التوسع وأخذ نظرة واسعة علينا أن نفصل البحث كما يلي، ولذلك علينا أن نفرق بين عدة أمور:
1- العدوى بحشرة تنام وتتطفل إجباريا على الجسد مثل القمل والجرب.
2- لدغ الحشرات المحيطة بالإنسان والتي لا تسكن على جسده.
3- الحساسية التي تشبه الحشرات وما هي بالحشرات.
4- الخوف من الحشرات الذي يصبح عصابا ووسواسا يتخيل للمريض فيه أن الحشرات تهاجمه ولا ترحمه ولا يستطيع القضاء عليها.
5- الحساسية التي تشبه لدغ الحشرات، وسببها التحسس من الحشرات وإيقاظ الذاكرة التحسسية للبدن وعلى رأسها الأكالات.
ومن القصة أنت لم تذكر نوع الحشرة، ولم تصف شكلها ولا حجمها ولا أنك رأيتها، وهل هي طيارة أم زاحفة؟ وكل ما ذكرته هو البراغيث دون دليل ولكن من باب التوقع.
وبعد رؤية الحشرات الكريهة والإصابة ببعض لدغاتها المزعجة قد يحدث عند الإنسان نوع من الوسواس الذي يجعله يعتقد أن الحشرات لا تزال تلاحقه وتطارده كأفلام الرعب والخيال العلمي ولكن بشكل مبسط، وهنا يجب نفي وجود الحشرات، ويجب استشارة أطباء المساعدة النفسية لفك هذه العقدة التي هي سبب المعاناة - ننفي هذا السبب إن كنت ترى الحشرات بعينك المجردة أو بواسطة المكبرة -، وأما الشعور فقط باللدغ وحدوث ما يشبه اللدغ أو حدوث حكة شديدة بدون اندفاع فهذا ما لا يؤيد ولا ينفي الوجود الحقيقي للحشرات.
وأحيانا يصاب الإنسان بالأكال أو بنوع من أنواع الحساسية الناكسة والتي تشبه الأكزيما وتستجيب لعلاجات الأكزيما ولكنها سرعان ما تنكس ويكون سببها تحسس وليس طفيلي حقيقي موجود، أي هي عملية إحياء ذكرى اللدغات السابقة كلها بسبب ما يثير الحساسية كلدغة أو غير ذلك.
ولذلك فإننا ننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية حذق مشهود له بالمهارة السريرية ليعاين الاندفاعات الجلدية وتشخيصها سريريا أو مجهريا من خلال عينة مباشرة أو مخبريا من خلال الخزعة، وفي حال ثبت وجود الطفيلي الذي قد يكون زائرا أو مقيما عندها توجه قوى المكافحة ضده لا ضد المريض وذلك بالأساليب العلمية التي تضمن سلامة المصاب ومن حوله.
وإذا كان التشخيص ليس باندفاعات متعلقة بالحشرات فعندها يؤخذ الرأي ويعالج المرض الجلدي على بينة وتعلن براءة الطفيليات، وفي حال ثبت وجود الزوار من الحشرات نطلب من السلطات المحلية النجدة لبخ المكان الذي نعيش فيه ولكن بشرطين: أولهما أن تكون عندك البينة والدليل الملموس على وجود الطفيليات التي تريد القضاء عليها، وثانيهما أن لا تعايش البيت طالما أبخرة السموم تملأه بل قم بزيارة بيت قريب لليلة ريثما تخف آثار الجو المسموم.
ولا توجه كل طاقتك للقتل والتدمير بل هناك طرق وقائية تتعلق باللباس والشبابيك والنظافة، ولا تتصرف بشكل هيستيري متوتر لأن ذلك يزيد من معاناتك، بل تأكد من وجود الطفيليات ثم حاربها وأنت حاميا لنفسك من سمومها والسموم التي تحاربها بها، ولا تنس أن الكثير من الحساسيات الجلدية تشبه لدغ الحشرات وعلى رأسها الأكزيما والأكزيما البنيوية والأكالات بأنواعها، ولا تنس أن العصابات قد تجعل الإنسان يعاني من شيء لم يصبه بسبب كرهه له وخوفه منه كعصاب المرتفعات والأماكن المغلقة، وعلاج ذلك سهل وميسور.
وعليك أن لا تنسى أن أغلب الطفيليات التي تسكن على الجسد معدية وتصيب المجالسين للمريض، بينما العكس صحيح، فالطفيليات غير الزائرة هي غير معدية وقد يكون لها ذوقها الخاص في اختيار من تحب إزعاجه - أي قد يكون هناك شخصان متجاوران يلدغ أحدهما ولا يلدغ الآخر -، بينما الجرب والقمل سيصيب كل المخالطين أو المشاركين في المنزل ولو بالطريق غير المباشر، فهل هناك من يشكو غيرك مما تقول؟
ويمكن الاستزادة بمراجعة الاستشارة رقم (278533) تحت عنوان : ما هي أفضل وسيلة للقضاء على برغوث الإنسان؟
ويمكن بشكل عام اتباع ما يلي: (الوصول إلى التشخيص من مراجعة الطبيب الأخصائي وبالتالي أخذ العلاج النوعي، وأخذ الإجراءات الوقائية للوقاية من لدغ الحشرات، وأخذ مضادات الهيستامين عند اللزوم كإجراء علاجي أو وقائي).
وللمزيد عن لدغ الحشرات يرجى مراجعة الاستشارة رقم (254878) تحت عنوان: طفلي لديه حساسية من لدغة البعوض حيث يحك الموضع حتى يدميه، ومراجعة الاستشارة رقم (283560) تحت عنوان: أختي تعاني من حساسية قرص الحشرات.
وختاما: فإن الحشرات تتخير من تلدغ وتحب أناسا دون آخرين وهذه ضريبة الحب أن تصاب بلدغ الحشرة التي يستهويها جلدك بينما ينعم جارك بجلد صاف دون لدغ حتى بدون اتخاذ إجراءات الوقاية من اللدغ.
والله الموفق.