الرهبة والقلق الاجتماعي نتيجة عدم الاختلاط بالناس وكيفية التخلص منها

0 390

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة وحيدة أهلي عمري 23 سنة، أشعر دائما بالوحدة، مع أني أحاول شغل وقتي بأشياء مفيدة، ومشكلتي هي خوف أهلي الزائد علي، مما جعلني لا أستطيع أن أذهب أي مكان وحدي، ودائما أشعر بأني لن أستطيع التحدث بطريقة جيدة إذا كنت وحدي أو بأني لن أجد الكلمات أصلا.

علما بأن كلامي قليل، وأحيانا أشعر بأني قادرة على الخروج إلى أي مكان أريده، ولكن عند اقتراب الموعد أشعر بخوف وتتسارع دقات قلبي، وخصوصا إذا ما أردت سؤال شخص عن شيء، فأتمنى منكم نصيحتي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مشكلتي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نؤكد لك أنه ليست لديك مشكلة حقيقية، والذي يحدث لك هو نتاج من المعاملة الخاصة ودرجة الشفقة العالية من قبل أهلك، والتي فرضت عليك نوعا من الحماية الشديدة، فأصبح هناك نوع من الصعوبة في مواجهة المواقف الاجتماعية، لأنك قد افتقدت الاستقلالية لدرجة كبيرة.

والذي أطلبه هو أن تحاولي كسر هذا الحاجز الاجتماعي والنفسي، وتوضحي لأهلك أن الله خير حافظ، فاخرجي واذهبي لزيارة الأهل والأرحام والجيران وهكذا، ابدئي بهذه التواصلات القريبة، وسوف تشعرين إن شاء الله أن هناك نوعا من الطمأنينة وأن الخوف والقلق يقل لدرجة كبيرة، والأمر يتطلب الاستمرارية، فحين تبدئين في الخروج ربما تحسين بشيء من الخوف ولكن تدريجيا سوف يبدأ هذا الخوف إن شاء الله في الاختفاء.

أنصحك أيضا إذا كانت هناك إمكانية للانخراط في أي نشاطات اجتماعية، وهي إن شاء الله كثيرة في فلسطين المحتلة، هذا أيضا سوف يقوي من شخصيتك ويقلل من هذه الرهبة الاجتماعية البسيطة.

دقات القلب المتسارعة حين سؤال شخص عن شيء معين هي أيضا جزء معين من الرهبة والقلق الاجتماعي البسيط الذي تعانين منه، وإصرارك على المواجهة بالتدريج سوف يقلل من وطأة هذه الضربات إن شاء الله حتى تنتهي.

وننصحك أيضا بأن تقوي من مهاراتك الاجتماعية بأن تنظري إلى الناس في وجوههم حين تتحدثين إليهم، وابني لديك الشعور الداخلي بأنك لست بأقل من الآخرين في أي شيء وأنك تمتلكين القوة والمهارات التي تجعلك إن شاء الله مقتدرة في مواجهة أي موقف اجتماعي.

وأرى أنه ليست هناك حاجة ملحة لعلاج دوائي، ولكن إذا كانت هذه الضربات شديدة ومزعجة يمكنك أن تتناولي عقارا يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، تناوليه بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله، هذا هو الذي أنصحك به، ولا أرى أن لديك مشكلة حقيقية، هو مجرد تفاعل نفسي بسيط ناتج من الظرف الاجتماعي الذي تعيشينه، ونشكرك كثيرا ثقتك في موقع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات