السؤال
منذ أن بدأت مشكلة أنفلونزا الخنازير لم أذق الطعام نهائيا، ولم أشرب أي شيء، وانقطعت عن أدوية الضغط المقررة لي منذ سنوات، وأميل أن أكون بمفردي طوال الوقت، وأغلب الأوقات أدعي النوم كي أظل بمفردي.
وأقرأ الأخبار عن هذا المرض ليلا ونهارا ولا أنام، واليوم أشعر بأن قدمي ثقيلة جدا ولا أستطيع المشي عليها، ولا أريد العمل، وأشعر بحالة من الاكتئاب واليأس، وطول الوقت أشعر بأن ضربات قلبي سريعة، وأستيقظ من نومي إذا حدث النوم على توتر ورعب، فما نصيحكتم لي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإني أقدر ما حدث لك من مخاوف ظرفية بعد ما ذكر عن ما يسمى بـ(أنفلونزا الخنازير) - نسأل الله تعالى أن يطهر الأرض منها -، والذي أنصحك به هو أن تفاعلك مع هذا الأمر يجب أن لا يكون لهذه الدرجة، فنحن الآن نسمع عن أنفلونزا الخنازير، وبالأمس سمعنا عن أنفلونزا الطيور، وكان من قبلها أنفلونزا الأسبانية، ولا نعرف ماذا سيحدث غدا وبعد غد، فهذه أمراض وعلل موجودة، وهذه آفات تدل على عظمة الخالق في نظري، ونحن إن شاء الله أمة لا تلبس لباس الخوف، لباس الخوف لغيرنا، هذا الأمر بدأ في المكسيك ومن بعد ذلك بدأ التخبط، وأنا أعتقد أن أي مسلم يجب أن يتدبر في هذا الأمر، فهذا دليل قاطع أن من حكم تحريم الخنزير هو أنه ربما يكون بل من المؤكد – أنه مصدر لمثل هذه الآفات وغيرها -، قال تعالى: (( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس ))[الأنعام:145].
يجب ألا تخافي فأنت في حرز الله وحفظه وكنفه، وعليك أن تسألي الله تعالى أن يحفظك، فإن المرض يأتي للبر وللفاجر، ولكن مثل هذه الخزعبلات التي تثار يجب أن لا تخفينا كمسلمين، قال تعالى: (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ))[التوبة:51]، لباس الخوف لغيرنا وليس لنا أبدا، توكلي على ربك واسألي الله تعالى أن يحفظك وهذا هو المطلوب.
وأنت كما تعلمين الآن هذه الخنازير تذبح في مصر ويتم القضاء عليها، وهذا إن شاء الله يكون عظة لنا، ولا أرى أن هناك ما يجعلك تحسين بالاكتئاب واليأس، بل على العكس تماما، هذه آية من آيات الله، فلا تحزني ولا تجزعي، بل من علامات يوم القيامة أن من مهمة سيدنا عيسى عندما يأتي أول شيء يفعله هو (كسر الصلبان وقتل الخنازير)، وهذه جاءت رحمة من عند الله أراد أن يطهر الأرض منها، بل إن بعض المسلمين أحلوا ما حرم الله تعالى، فتجدين أن لحم الخنزير – كما ذكر في وسائل الإعلام – يباع بخمسة جنيهات للمطاعم والفنادق بيد المسلمين لا بيد غيرهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان وعليه التكلان.
لا تخافي فأنت لست مريضة، نعم الإنسان يحب الحياة والإنسان يشفق على نفسه، ولكن المرض يأتي وعليك باتخاذ التحوط، عليك أن تعقليها وتتوكلي، لا تطلقيها وتتوكلي، فأنت لم تكوني في احتكاك مع الخنازير.
والذي أرجوه منك هو أن تواصلي حياتك بصورة طبيعية، لا تجعلي نفسك ضعيفة وتوصفي نفسك بصفة المرض حيال مثل هذا الأمر، انظري إليه بتدبر، حقيقة هذا الأمر يجب أن يجعلنا نفكر وأن نتدبر، ونحن لا نعرف ماذا سيحدث غدا، وهذا اختبار حقيقي لقدرة الإنسان، الإنسان قد تكبر وتجبر خاصة في بعض الدول، وهذه حكمة وعظة عظيمة لنا جميعا، فلا تخافي ولا تحزني أبدا، وتحوطي، وأنا أقول لك أنك لست بمريضة، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
ولا أرى أنه من التناصح أن أصف لك علاجا دوائيا، أنا أعرف أن هنالك أدوية مضادة للقلق وللمخاوف، ولكن أريدك أن تحولي مشاعرك من مشاعر خوف ورهبة إلى مشاعر عظة وتأمل وتدبر وحمدا وشكرا لله ودعاء بالحفظ، وحافظي على صلواتك وعلى قراءنك وعلى أذكارك، وأنت إن شاء الله في حرز الله وحفظه ورعايته، لن تخيفك الخنازير، وما ينتج عنها من أمراض أو خلافها، فتوكلي على الله، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.