أريد أن أعيش الحب وأتلذذ به، كيف لي ذلك؟

0 100

السؤال

السلام عليكم

أشعر بأنني أريد أن أعيش الحب وأعيش لذاته، وأشتاق لذلك عندما أرى كل المحبين والعشاق، فهل أنا سيئة لأنني لم أحظ به؟

علما بأنني لا أتعامل مع الجنس الآخر نهائيا، وأعلم أن العلاقة بين المحبين من مقابلات وتحدث هاتفيا حرام، وأرفضها نهائيا، لكن يأتي لي شعور بأنني أريد الحب، ولكنني لا أعرف لأنني ما زلت صغيرة، -عمري (17) سنة-.

وقد حاولت كثيرا أن أصلي وأدعو وأصوم، وعلاقتي جيدة مع الله، حيث لا أترك فرضا ولا صلاة السنن ولا قراءة القرآن، وأبتعد عن الجنس الآخر بقدر الإمكان.

أرجو النصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإنك -ولله الحمد- على خير، والحب الذي تكلمت عنه عذاب لأهله ووبال وأصحابه أشقياء بلا شك وإن أظهروا البسمة والسرور.

والحب الحلال الحقيقي هو ما قام على رابطة شرعية وكان هدف الجميع فيه رعاية الضوابط والآداب الشرعية وهو حب يزداد رسوخا وثباتا بالتعاون على البر والتقوى.

والإسلام لا يرفض الحب، ولكن ما هو الحب المقصود؟ إن الحب الحقيقي يبدأ من حب الله وينطلق ليشمل كل ما يقرب إلى الله، وأساس ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله، بل إن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو علاقة محبة الله، قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)، [آل عمران:31].

فالمؤمنة تحب الله، ثم تحب الرسول الذي بعثه الله، ويحب كل ما أحبه الله، وتحب والديها وإخوانها وأخواتها، وتحب الصالحين والصالحات وتحب للعصاة التوبة والخير، وتكره فيهم عصيانهم لله، وتحب زوجها وتزيد في محبته بمقدار طاعته لله.

أما بالنسبة لحب الشاشات والشواطئ والكافتيريات فهو حب كاذب نهايته الآهات والحسرات، والإسلام جعل العلاقة بين الزوجين أكبر من مجرد الحب فقال: (وجعل بينكم مودة ورحمة)، [الروم:21]، والمودة أكبر وأعظم من مجرد الحب، وكذلك الرحمة، ولذلك قالوا: (قد يقتل الحبيب محبوبه وقد يؤذيه، ولكن الرحيم لا يمكن أن ينتقم ممن يرحم).

كما أن الحب عاطفة عاصفة تذهب وتجيء، وما على الحب وحده تبنى البيوت كما قال عمر، وإنما على أخوة الإيمان، ورعاية المصالح، وطلب العيال.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تستخدمي مشاعرك النبيلة مع والديك ومحارمك، والصالحات من صديقاتك والحب الحلال، واعلمي أنك تؤجرين على كل ذلك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات