السؤال
السلام عليكم.
تزوجت وعمري (50 عاما) سنة (2006)، ووهبني الله طفلا سنة (2008)، وزوجتي على وشك إنجاب طفل جديد.
منذ زواجي انقطع رزقي القليل أصلا، وأعيش على راتب زوجتي، وأفكر كثيرا باعتزالها وإعادتها إلى أهلها إلى أن يرزقني الله! خيرتها بين الصبر والعودة إلى أهلها فاختارت الصبر.
أنا لم أعد أحتمل هذا الوضع، كلما حاولت العمل خسرت مالا؛ لأن عملي بالتجارة وكثرت ديوني.
ماذا أعمل؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا نؤيد ترك زوجتك الصابرة المحسنة لك، ونذكرك بأن الدنيا تذهب وتجيء، كثيرها حساب، وقليلها حسرات وعذاب، وهي عند الله حقيرة، ولذلك لم يجعلها ولم يرضاها ثوابا للطائعين، ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها جرعة ماء.
ونحن في الحقيقة ندعوك إلى كثرة الاستغفار؛ لأن الله قال في كتابه: (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين))[نوح:10-12] وعليك ببذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.
وأرجو أن تعلم أن المؤمن يرضى بقضاء الله وقدره، بل عليه أن يشكره لينال بشكره لله المزيد، وإذا نظر المؤمن لمن حوله فإنه سوف يجد من هم أقل منه في العافية والمال، وبذلك سوف يلهج لسانه بشكر الكريم المتعال.
ولا يخفى على أمثالك أن أي عمل تجاري يحتاج إلى دراسة جدوى لمعرفة ما يحتاجه الناس، فإن التجارة تحتاج إلى صدق وصبر وأمانة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه فإن مفاتيح الرزق والخيرات بيده وحده سبحانه، وما عند الله من الخير لا ينال إلا بطاعته، والإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، فاحرص على قبول ما يقدره القدير سبحانه، وعمروا داركم بالذكر والصلاة، وقد قال الله في كتابه: (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))[طه:132]، ومن هنا قال العلماء: في الآية إشارة لطيفة إلى أن المواظبة على الصلاة تفتح أبواب الرزق.
وعليك بالصبر ثم بالصبر فإن العاقبة للصابرين، ونسأل الله أن يبارك لك في أهلك ومالك.
وبالله التوفيق.