السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاما، تقدم لخطبتي شاب في مثل عمري عن طريق الجامعة، وهو على دين وخلق بشهادة الجميع، ولكن أمي ترفض بشدة خوفا من السن؛ لأن والدي متوفى وأخواتي بالخارج، ولكني أحتاج هذه الخطبة، وقد حاولنا إقناعها بشتى الوسائل ولكن أمي ترفض حتى مقابلته للتعرف عليه، وتريد إبقاء هذا الوضع لمدة سنتين قادمتين، حيث إننا في كلية علمية وعملية وطويلة.
علما بأني أراه يوميا بالجامعة، ونتعامل سويا في المشاريع والنشاطات الجامعية، ونحاول أن نرضي الله بعدم تجاوز الحدود التي وضعها من كلام وتعاملات، ولكننا نحتاج إلى خطبة رسمية حتى نتمكن من الحديث عن مستقبلنا وتخطيط حياتنا فيما بعد، فهل أحاول إقناع أمي ثانية أم أننا غير محقين بذلك؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن إبقاء هذا الوضع فيه مخالفات ومخاطرات، وليس فيه مصلحة لأحد، والعلاقات العاطفية التي لا تحكمها الضوابط الشرعية خصم على سعادة الجميع، ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63].
ولست أدري ما هي أسباب رفض الوالدة؟ ولماذا أخبرت الوالدة بعد تكوين العلاقة؟ وما هو رأي إخوانك وأعمامك؟ وما هي استعدادات الشاب لتكوين بيت؟
أسئلة كثيرة سوف نكون سعداء إذا وصلتنا منك حولها توضيحات، وذلك حتى نتمكن من الوصول معك إلى الصواب، وعلى كل حال فنحن ندعوك لتجميد هذه العلاقة والبعد عن الشاب وعن غيره من الشباب حتى يقوم بوضع العلاقة في إطارها الشرعي.
ولا يخفى عليك أن الرأي الحاسم هو رأي الفتى والفتاة، ولكننا لا ننصح بناتنا بمخالفة الوالدين، فإن من السعادة أن تفوز الفتاة بصاحب دين ترضاه الوالدة؛ لأن في ذلك عون للفتى والفتاة على أداء كافة الحقوق تجاه الشريك وتجاه الوالدين.
ونحن دائما نتمنى أن لا يستعجل شباب وفتيات الجامعات في تكوين العلاقات؛ لأن معظم الأسر تعقد الآمال على أبنائها وبناتها ويدفعهم ذلك الحب إلى اختيار شاب للفتاة وبنت للشاب ثم يفاجأوا بأن الأبناء والبنات قد حددوا اتجاهم وارتبطوا.
وتكبر المشكلة عندما يكون الأهل هم آخر من يعرف ذلك، وقد يدفعهم مثل هذا التصرف إلى العناد والرفض حتى ولو كان الاختيار صحيحا، ولذلك فنحن ننصح كل فتاة تشعر بميل شاب إليها بأن تدعوه إلى أن يطرق باب أهلها فإذا حصل وفاق أو رفض الشاب الذهاب لأهلها، فعند ذلك يغلق الباب حفاظا على مستقبل الفتاة وسمعتها، والفتاة كالثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالتوقف عن أي علاقة ليس لها غطاء شرعي، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به.
وبالله التوفيق والسداد.