دواء الزيروكسات لا يتعارض مع المكملات الغذائية

0 541

السؤال

أعاني من رهاب اجتماعي وقد بدأت بالعلاج منذ شهر تقريبا ابتداء من نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم حبة يوميا من علاج الزيروكسات، وألعب رياضة كمال الأجسام، فهل يتعارض هذا الدواء مع المكملات الغذائية كالبروتين (الجلوتامين، الكرياتين)؟

علما بأني عندما رفعت الجرعة لحبة واحدة بدأت تظهر لدي حساسية على شكل حبوب في مناطق مختلفة بالجسم وتسبب حكة ولكنها خفت مع الوقت، فهل هذه من الزيروكسات أو من تعارضه مع المكملات؟ وهل الاستمرار على الدواء حتى إذا سبب حساسية بسيطة شيء عادي أم يجب إيقاف الدواء؟

وأريد أن أوقف الزيروكسات لأني سوف أسافر لمدة شهرين للخارج، ولا أعلم هل أستطيع أن أحصل عليه أو لا، وليس لدي وصفة طبية لأخذ كمية كبيرة معي فأريد أن أوقفه لأني لم أستخدمه فترة طويلة، وعند عودتي أرجع له بعد شهرين لأستمر لمدة ستة أشهر على الدواء دون انقطاع، وهذه أول مرة أستخدم هذا الدواء لمدة شهر فقط، غير أنه يسبب الكسل والخمول، وأنا ذاهب للدراسة، فأرشدوني.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ب-هـ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن العلاج الدوائي يعتبر فعالا ومهما في علاج القلق أو الرهاب الاجتماعي، ولكننا لا نعتبره العلاج الوحيد، فلابد من الاعتماد أيضا على العلاج السلوكي الذي يعتمد على المواجهة وعلى بناء المهارات الاجتماعية.

الزيروكسات هو من الأدوية الممتازة والأدوية الفعالة جدا، والجرعة المطلوبة لعلاج الرهاب الاجتماعي في معظم الحالات يجب أن تصل إلى أربعين مليجراما – أي حبتين في اليوم – لأن حبة واحدة وجد أنها قد لا تؤدي إلى التحسن الكامل.

الزيروكسات من الأدوية التي تتطلب أن يبدأ الإنسان بالجرعة تدريجيا، ثم يصل إلى الجرعة العلاجية، ثم حين يود التوقف عنه يجب أن يكون هذا أيضا تدريجيا واضحا؛ لأن التوقف المفاجئ عن الدواء كثيرا ما يؤدي إلى بعض الآثار شبه الانسحابية والتي تتمثل في الشعور بالقلق والتوتر والدوخة، وهذا لا شك أنه سوف يزيد من آثار وسلبيات الخوف والقلق.

الزيروكسات لا يتعارض أبدا مع المكملات الغذائية التي ذكرتها، فهو دواء سليم جدا، وبالنسبة للحساسية هذا نادر ما يحدث من تناول الزيروكسات، وأنت ذكرت أنها قد بدأت معك ثم بعد ذلك قد تحسنت، فأقول لك: إن الزيروكسات ربما يسبب حساسية بسيطة ونحن دائما ننصح إذا اشتدت الحساسية يجب التوقف عن تناول الدواء، أما إذا كان الأمر بسيطا وبعد ذلك بدأ في الانخفاض فهنا لا مانع من الاستمرار على الدواء.

أما بالنسبة للتفاعل ما بين الدواء والمكملات الغذائية هل هذا يؤدي إلى حساسية أم لا، فليس هنالك ما يثبت ذلك مطلقا.

الطريقة التي ذكرتها في أنك تريد أن تتوقف عن الزيروكسات لأنك سوف تسافر إلى الخارج ولن تضمن أن يكون معك الكمية الكافية من الزيروكسات، فلا شك أن هذا سوف يؤدي إلى بعض السلبيات في المنهج العلاجي؛ لذا أنا أقول لك: إما أن تأخذ معك الزيروكسات بكمية كافية طول فترة سفرك، وعلى العموم الدواء متوفر في جميع بلدان العالم واسمه باروكستين Paroxetine – وهذا هو المسمى العلمي، ربما يكون تحت مسميات تجارية أخرى غير الزيروكسات، فعلى سبيل المثال في أمريكا الشمالية يسمى باسم (باكسيل Paxil).

فالذي أنصحك به هو أن تأخذ معك كمية كافية، أو تستبدله بعلاج آخر أعرف أنه متوفر في السعودية ولا يؤدي إلى الإصابة بالحساسية، وهذا الدواء الآخر يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral) ويسمى باسمه التجاري الآخر (زولفت Zoloft) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline).

فإذن لك الخيار أن تأخذ معك الزيروكسات أو تستبدله من الآن بعقار سيرترالين، وجرعة اللسترال هي خمسون مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام – أي حبتين في اليوم – وهذه أقل جرعة فاعلة بالنسبة لعلاج الرهاب والخوف الاجتماعي، ولابد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية وهي حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى. يتميز الزولفت بأنه لن يسبب لك الكسل والخمول الذي جربته مع الزيروكسات.

إذن لديك الخيارات أمامك، والحصول على هذه الأدوية الآن أصبح سهلا، خاصة وأنها أدوية سليمة وفاعلة، وختاما نشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وأن توفق في مهمتك التي سوف تسافر من أجلها للخارج.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات