السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي إساءة معاملة خطيبتي لي، فهي غالبا ما تكون زعلانة بسبب وبدون سبب، وصوتها مرتفع، وألفاظها معي حادة للغاية، وقد أهانتني بالكلام بعلم أهلها، ولم يرضها شيء، ولم أعرف الشيء الذي يسعدها والشيء الذي يحزنها.
ودائما تقول: فعل خطيب صديقتي كذا وكذا، ولا تحسن معاملة الآخرين، وإن أخطأت فلا تعرف إصلاح الخطأ، ولا تنتقي الكلمات، وتقول: أنا صريحة مثل أمي، وإن عاتبتها تتحدث ولا تترك لي فرصة في الحديث، وإن جئت لها بهدية لا تفرح بها، وأشعر أنها تحاول التقليل منها، وأنا الآن في حيرة، فهل أتركها أم أكمل معها؟
أفيدوني أفادكم الله، ولكم كثير الشكر والعرفان.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء الفق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه التوترات والتصرفات لا تبشر بالخير، خاصة إذا لم تكن لها أسباب ظاهرة، وأرجو أن تحاول حشد إيجابيات الفتاة ثم ضع السلبيات التي فيها في الكفة الأخرى، فإن هذا الأسلوب فيه إنصاف، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، فمن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط.
ولست أدري منذ متى ظهرت لك هذه السلبيات؟ وهل لها أسباب؟ وكم فترة الخطبة؟ وهل تعتقد أن هناك من يحرضها؟ وما هو رأي أهلها؟ وهل تعتذر لك بعد تلك المواقف؟
ونحن نتمنى أن يكون لأهل الفتاة دور في إصلاح هذا الخلل، وأرجو أن تبتعد الفتاة عن المقارنات بينك وبين خطيب صديقتها لأنها لا تعرف من أحوال خطيب صديقتها إلا ما ظهر، ولا تعرف إلا ما تذكره لها تلك الصديقة التي تكون في الغالب مبالغة كشأن معظم النساء عندما يتكلمن عن أزواجهن.
كما أرجو أن تتذكروا أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.
ولا شك أن طول فترة الخطبة وكثرة الاتصالات والزيارات تكشف مثل هذه السلبيات وتفتح الأبواب واسعة للتدخلات، وقد ينزعج أهل الفتاة من كثرة الزيارات وكثرة التعليمات من الخاطب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.