السؤال
أنا مخطوبة لشاب، وكنت على علاقة بغيره قبل الخطبة وتبت لله وابتعدت عنه، وبالصدفة اكتشف ذلك خاطبي، وهو الآن يريد فسخ الخطبة، أحب خاطبي ولا أريد التخلي عنه، فماذا أفعل؟ والله تبت إلى الله، وأريد أن أكمل حياتي معه، وهو والحمد لله ملتزم بالدين ولا يريدني بعد أن عرف عن علاقتي السابقة، ويقول لي: إنني امرأة ساقطة، ومع ذلك أحبه وأمنيتي أن يكون زوجي، فهل هناك حل يمكن أن أفعله حتى يغير رأيه؟ الرجاء الرد سريعا.
أنا تائهة ولا أدري ماذا أفعل، المشكلة أن أهلي لا يعلمون، وأنا لا أريدهم أن يعلموا وهم ناس بسطاء، لا أريد أن أجلب العار لهم والخزي أمام أهل البلد، فماذا أفعل؟ الرجاء مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمانة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليس من حق هذا الشاب ولا من حق غيره أن يشهر بفتاة تائبة إلى الله، بل لا يجوز لك فضح نفسك ولست مطالبة بذكر ما حصل في الماضي، ومن حق الشاب أن يستمر أو يتوقف، ولكن ليس من حقه أن يسيء، لأنه لا يجوز لنا أن نعير إنسانا بأخطاء تاب منها ورجع إلى الله.
وأرجو أن يتواصل هذا الشاب مع الموقع ليأخذ النصائح الشرعية، وليته علم أن أجره سيكون عظيما جدا إذا ستر عليك وأكمل معك المشوار، وقد فعل ذلك بعض الأخيار من السلف أو الخلف، والإسلام دين يحب الستر.
ولست أدري كيف عرف علاقتك السابقة؟ وما هي حدود تلك العلاقة وكيف حالك أنت الآن من حيث صدق التوبة والمحافظة على مظاهر الالتزام؟ وما هي درجة التزامه هو؟ وهل يريد أن يتركك لأجل ذلك الماضي أم خوفا من كلام أصدقائه؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة.
ونحن نقترح عليك أن تطالبيه أولا بقراءة هذا الجواب، وحبذا لو كتب إلينا حول هذا الموضوع حتى يسمع الحل الشرعي للمشكلة، فإن رفض كل ذلك وأراد أن يفارقك فلا يجوز له أن يذكر الأسباب أو يفضحك أمام أهلك الأحباب؛ لأن شريعة الله ((فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان))[البقرة:229] والتسريح بإحسان هو الفراق الذي لا تعقبه فضائح ونشر للغسيل -كما يقولون-، فإن رفض كل ذلك وأصر على أن يسيء إليك فقولي: حسبي الله ونعم الوكيل.
واعلمي أن الذي قبل توبتك سوف يجعل لك فرجا ومخرجا، فأكثري من اللجوء إلى الله، واعلمي أنه يجيب المضطر إذا دعاه، ولاحظي أنه قال: (المضطر) ولم يقل الصالح أو المؤمن، وهذا من لطف اللطيف سبحانه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.