السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله الكريم أن يعطيكم من نوره الذي لا ينفد نورا تضيئون به حياتنا ويجمعنا معكم في جنات النعيم.
أريد أن أسأل عن شيئين؟
1- عندما أحس بضيق هل يجوز لي أن أصلي ركعتين مثلا بدون أن يكون وقت صلاة؟ أقصد هل يجوز الصلاة في أي وقت أردته غير الفريضة طبعا؟
2- أحيانا أحس بأنني أريد من أحد أن يسمعني أو أشكو له همي وأبكي؛ لأفرغ ما بصدري من حزن، أقوم وأصلي وأنا في صلاتي أبكي كثيرا وأحس بارتياح عندما أبكي في السجود، وأطلب الرحمة من الله، فهل يجوز ذلك؟
لأنني لا أطمع سوى برحمة الله وكرمه فقط ، ولا أريد من البشر شيئا؛ لأن الله يعطي بدون حساب أما الناس يملون من شكواي، ولا يكون عطاؤهم إلا بحساب وأنا لا أحب أن أطلب من أحد شيئا.
وأتمنى من الله أن لا أحتاج الناس وأن أكون دائما في حاجة الله الكريم فقط، لهذا أحب أن أبكي لله وأن أتحدث معه أشكو له همي، فهل يجوز البكاء في سجود وعلى فراش الصلاة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، ونسأله جل وعلا أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يثبتك على الحق.
وبخصوص ما ورد برسالتك فالإجابة على السؤال الأول كالتالي:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر ( أهمه أمر ) قام إلى الصلاة ويقول: (بهذا أمرني ربي) فكان من هديه صلى الله عليه وسلم الصلاة عند الأمور العظيمة يسأل الله فيها من فضله وقضاء حوائجه.
أما بخصوص السؤال الثاني: فإن من نعم الله على العبد رجلا كان أو امرأة أن يرزقه عينا باكية، ولذلك أثنى الله على أوليائه الصالحين بأنهم كانوا يكثرون البكاء من خشيته، والسنة حوت الكثير من ذلك، ومثال ذلك قوله تعالى: (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا)[الإسراء:109] وقوله صلى الله عليه وسلم: ( عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)، وقوله في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: ( ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه).
فما أنت فيه من البكاء إنما هو نعمة من نعم الله العظيمة، فحافظي عليها لأنها قد تذهب بالذنوب والمعاصي والغفلة، ولا مانع من البكاء في الصلاة ما دام لا يترتب عليه إخراج حروف مفهومة واضحة، فأكثري من سؤال الله وحده والبكاء بين يديه، واجعلي حاجتك عنده وحده كما كان الإمام أحمد يقول: (اللهم كما صنت وجهي من السجود لغيرك فصن وجهي عن سؤال أي أحد من خلقك).
وبالله التوفيق.