السؤال
أنا أعمل معلمة، وبصراحة لا أرغب في فكرة العمل للمرأة خارج البيت بتاتا، ومما جعلني أستمر في عملي مع عدم رغبتي هو الاستجابة لرغبة والدتي حفظها الله، ولا أستطيع معارضتها لأنها أعلم بمصلحتي مني، بماذا تشيرون علي بارك الله فيكم؟
أنا أعمل معلمة، وبصراحة لا أرغب في فكرة العمل للمرأة خارج البيت بتاتا، ومما جعلني أستمر في عملي مع عدم رغبتي هو الاستجابة لرغبة والدتي حفظها الله، ولا أستطيع معارضتها لأنها أعلم بمصلحتي مني، بماذا تشيرون علي بارك الله فيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت المباركة / هيفاء حفظها الله ورعاها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يكرمك في الدنيا والآخرة ببرك بأمك وطاعتك لها وإحسانك إليها.
وبخصوص خروجك للعمل تحقيقا لرغبة أمك؛ فهذا بلا شك من البر والإحسان الذي أمرك الله به وحثك عليه، وسيكافئك عليه خيرا في الدنيا والآخرة، حيث ورد في الحديث: (رضا الله من رضا الوالدين، وسخط الله من سخطهما)، فهنيئا لك تلك النعمة العظيمة، ونسأله أن يثبتك على ذلك، إلا أن طاعة الوالدة شرطها الشرعي عدم معصية الله تعالى، حيث ورد في الحديث: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فإذا كان العمل مخالفا للشرع فلا يجوز لك الذهاب إليه، حتى ولو أغضب ذلك الوالدة، ولابد أن تفهميها ذلك، أما إذا كان لا مخالفه فيه للشرع فأرى أن تطيعي أمك ليس من باب أنها أعلم بمصلحتك وإنما لأن الله أمرك بطاعتها.
وأما المصلحة فقد تكون فعلا في عدم ذهابك للعمل ما دمت كارهة لذلك، وإنما أركز على طاعتها من أجل الله، ولأن التعليم نفسه رسالة عظيمة ودورها خطير في توجيه السلوك وبث التعاليم الإسلامية الصحيحة، وربط الطلاب بالله تعالى، كل ذلك بشرط ألا يكون مخالفا للشرع أو متعارضا معه.
زادك الله برا بأمك، وحفظك من كل مكروه وسوء، وأكثر في المسلمين من أمثالك، وبالله التوفيق.