أسباب أسئلة حرجة صادرة من الطفل عن العورات وكيفية التعامل معه

1 588

السؤال

السلام عليكم إخوتي في الله..

نشكركم على اهتمامكم بمشاكل الأطفال وتنشئتهم.

وفي هذا المجال هناك مشكلة تواجه أحد أصدقائي، وقد عرضها علي ووعدته بأن أبحث له عن حل، وإن شاء الله سأجد الحل عندكم.

المشكلة هي أن هذا الصديق له طفل عمره خمس سنوات لم يدخل المدرسة بعد، لكنه يتصرف تصرفات غريبة، فهو عندما تغير أمه ملابسه يطلب منها أن تتركه عاريا، لكنها تقول له بأنه عيب، وقد لاحظت عليه أنه عندما يخلو بنفسه يلعب بعضوه، ويخرج رأس العضو من تحت القلفة، فهو غير مختون، كما لاحظت أنه يريد أن يدخل معها الحمام، لكنها تمنعه، وأيضا ذات مرة كان يلعب مع ابنة الجيران فأراها عضوه، وطلب منها أن تريه (قضيبها)، فخافت البنت وذهبت تشتكي إلى أمها التي اشتكت لزوجة هذا الصديق، فقامت بضرب طفلها ونهيه عن هذه التصرفات.

هذا الطفل كثير الأسئلة، فهو وحيد، وأمه حامل في الشهر السابع، وهو يسألها: ماذا يوجد في بطنها، فعندما تقول له: إنها أخته أو أخوه يقول لها: كيف دخل إلى بطنك؟ وكيف سيخرج؟ فتنهره أمه.

أضف إلى ذلك أنه يسأل أسئلة محرجة، فلما طلبت منه أمه أن يبيت وحده في الغرفة قال لها: وأنت لماذا تبيتين مع أبي؟

وهو يظن أن للرجل والمرأة نفس القضيب، فذات مرة سأل أمه وقال لها: دعيني أرى قضيبك. وغيرها من المواقف المحرجة.

فصديقي يسأل: كيف يفعل معه وكيف يخبره أن جهاز المرأة ليس كجهاز الرجل، هل يتركه يرى فرج أمه وفرج أبيه ليعرف الفرق، أم يحضر له صورا من مجلة علمية؟ وهو طفل ذكي وقد تعلم القراءة والكتابة جيدا، لكن مستوى صديقي ليس بعال، وهو لا يعرف كيف يعطي ابنه تربية جنسية صحيحة.

وكيف يبدأ له الموضوع؟ فهو دائما ينهر ابنه ولا يجيبه عن الأسئلة، وهو يخاف أن يكون قد تعلم العادة السرية على صغره، وصاحبي يسأل عن تسمية الأشياء بمسمياتها، فمثلا: هل يقول لابنه: إن هذا قضيب وهذا دبر وهذه خصية، أم يسميها بغير أسمائها؟

للعلم: هذا الطفل لا يرى التلفاز كثيرا لكنه يحب لعب الفيديو والرسوم المتحركة.

إخواني: قد أطلت عليكم، أرجو أن تتفهموا وضعية صديقي، وترجعوا لي الجواب في أقرب وقت، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل .. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيكم وأن يوفقكم إلى كل خير، وأن يمن عليكم بصلاح النية والذرية، وأن يعينكم على تربية أولادكم تربية طبية موفقة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فلا أخفي عليك أنها من أصعب المشاكل التي مرت بنا في الموقع إلى هذا اليوم، وذلك لأنها تفوق التصور والعقل، وتجعل الإنسان في حيرة حقا، كيف نفسر هذه التصرفات الشاذة والغريبة؟!

أنت لم تشر في رسالتك إلى دور الأسرة في اكتساب هذه المشكلة، وعموما قبل أن أبدأ في الدخول إلى صلب المشكلة لدي إحساس قوي بأن هذا الطفل ضحية تربية خاطئة من الوالدين، حيث يتساهل البعض في هذا الموضوع أمام أطفالهم، مما يؤدي إلى اكتسابهم تلك العادات غير المألوفة، وقد يكون هناك أطراف أخرى ساهمت بدورها في اكتساب الطفل لهذه التصرفات الغريبة؛ لأننا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)).

فالأصل أن الإنسان يولد سويا عادة ثم يعتريه الخلل والانحراف من المؤسسات التربوية خاصة الأسرة، فأكاد أجزم بأن هذا الطفل تعرض لشيء من هذا القبيل من جهة ما، وللأسف سمعت أن بعض البلاد من عاداتهم اللعب بعورات الأطفال الصغار وذلك لإضحاكهم أو إدخال السرور عليهم.

ونعود إلى تفسير هذه الظاهر الغربية: نجد أن علماء التربية يذهبون إلى أن الطفل قد يبدأ في توجيه هذه الأسئلة الحرجة من سن الثالثة والرابعة، بل لقد ذكر بعض المؤلفين أنه شاهد في الريف الإنجليزي أطفالا يتبادلون بعض الصور العارية للنساء قصوها من إعلانات المجلات الملونة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إمكانية استيعاب الأطفال في هذه السن لمثل هذه الأمور، والواجب علينا تجاه هذه الظاهرة ما يلي:

1- أن نتقبل أسئلة الأطفال عن هذا الموضوع أو غيره بشكل طبيعي، ودون أن تحمر الوجوه وترتفع أصوات الإنكار.
2- أن من واجب المربين أو الأسرة أن تتحدث إلى الطفل وكأنه شخص مهم جدا، وأن تقول له بلباقة وذكاء: إنني أريد أن أجيب عن سؤالك الهام في وقت آخر - أي: في وقت مناسب - خاصة إذا كان السؤال أمام أحد من الأسرة أو الضيوف مثلا.

وعندما تعامل الأم طفلها بهذا القدر الهائل من التقدير فهو يتصرف طبقا للإشارة العاطفية التي خرجت من قلب أمه وصاحبت لهجتها وهي تتكلم معه.

3- لابد أن نقول للطفل الحقيقة الصادقة المجردة التي يمكن أن يستوعبها بعقله وتتناسب مع سنه، والتي يمكن تلخيصها في أن الله عندما خلق الكون وضع بذور كل الأطفال نصفها في ظهور الرجال ونصفها في بطون النساء، وكل نصف يسعى إلى لقاء الطرف الآخر بعد أن يصبح الرجل قادرا على العمل والإنتاج وتحمل المسئولية، وتصبح المرأة قادرة على أدوات الحياة وصنع الطعام وغسل الملابس، وتنموا البذرة بعد أن تجد نصفها في بطن المرأة إلى أن تلد.

4- لابد أن نعلم أن الطفل إنما يأخذ فكرته عن نفسه وعن الجنس الآخر من التعامل اليومي بين الأب والأم، فإن كان الوالد كثير المعارك مع الأم أو كان يتعمد دائما تحقير رأيها فإن الابن يعتبر أن ذلك الاحتقار هو أسلوب التعامل العاطفي مع المرأة والبنت كذلك.

5- أن الرجل والمرأة مطالبان بإعادة تربية نفسيهما ليكون كل منهما مثالا قابلا للتقليد من أولادهما على ألا يتكلفا أو يتصنعا هذا الدور.

6-أن نعلم أن هذا الطفل ضحية لسلوك شاذ رآه، فلابد لنا من تغيير سلوكنا أو الحيلولة دون أن ينفرد به أحد سوى الوالدين بعيدا عنهما.

7- أن يوضحا للطفل بهدوء وعدم عصبية أن هذه التصرفات غير مقبولة، وأنكم تحبون ألا يفعل ذلك وتجعلونه دائما تحت المراقبة الهادئة، وأن تمدحوا أمامه السلوك الفاضل وأنكم تحبون أن يكون كذلك.

8- الانتباه لأجهزة الإعلام خاصة الفضائيات التي قد تعرض صورا عارية يتأثر بها الولد.

9- أن نحاول إيداعه إحدى دور الحضانة حتى يتعود الحياة الاجتماعية الطبيعية، وأن نراقب تحركاته وتصرفاته ونرصدها بدقة لنعرف مدى تأثره بهذه العادات وهل زادت أم قلت.

10- لابد من اجتهاد الوالدين لهذا الطفل بالدعاء بالهداية والاستقامة والبعد عن الرذيلة وقرناء السوء.

11- أن يصطحبه الوالد وحده في الزيارات أو المنتزه والرحلات، ويحاول بث الأشياء الجميلة فيه وينفره من الصفات الذميمة بشرط الرفق، ونحن بدورنا ندعو الله معكم أن يصلحه الله، وأن يوفقكم لتربيته التربية الصالحة الموفقة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات