السؤال
أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، طيبة، رقيقة، الله أنعم علي بحب الناس لي، ودائما كل من يعرفني يقول عني: إني إنسانة رائعة في الأخلاق والدين، أحب الزواج وأحلم بزوج مناضل من أجل الإسلام، وله رسالة وهدف في الحياة، أنظر إلى من أعطاها الله زوجا داعية إسلاميا أو خطيبا أو مجاهدا وأحسدها، ولكني أتمنى السعادة لهما، وأحلم بأن أحصل على زوج مثلها، ولكن لا أجد، وأدعو الله كثيرا لعله يجيب، ولكني أصبحت أشك في نفسي وفي رضى الله عني، إذ إن هذا الموضوع يسبب لي توترا نفسيا وحزنا من وقت لآخر، أحاول أن أسيطر عليه بذكر الله والدعاء، أريد أن أعرف لماذا يحدث معي ذلك؟ هل هو عدم رضا الله عني، أو قد أكون لا أستحق؟ مع أن كل الناس -نساءهم ورجالهم- يشهدون لي بحسن الخلق والخلق وأني محبوبة جدا للناس، أتمنى إجابتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تقوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الإسلام دين أسرة والبيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة، إن البيت الواحد قلعة من قلاع هذه العقيدة، ولقد وضع التشريع الإسلامي أمام الرجل والمرأة قواعد تنظيمية لاختيار الزوجين؛ إذا قام بها الإنسان كان الزواج ميسرا، وكانت الأسرة المسلمة، ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الرجال الذين يقدمون على الزواج بأن يظفروا بذات الدين، فقد قال: (تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وعلى أهل المرأة ووليها أن يبحثوا أيضا عن الخاطب ذي الدين والخلق، ليقوم بالواجب الأكمل في رعاية الأسرة، ويؤدي حق زوجته الذي شرعه الإسلام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن في الأرض فتنة وفساد عريض)، وأي فتنة أعظم وأي فساد أشمل وأعم على الدين والأخلاق في الأسرة والمجتمع حين توضع الفتاة المؤمنة بين يدي رجل منحل أو زوج ملحد لا يعرف معنى الشرف والغيرة والعرض؟! إن حسن اختيار الزوج من أولى الدعائم التي تتركز عليها الحياة البيئية الهنيئة، وعلى المسلم أن يتخذ الأسباب في اختيار الزوج وباقي الأمور على الله تعالى.
إذن: فما عليك إلا الصبر، لعل الله أن يرزقك زوجا صالحا يقر به عينيك، وتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع إليه بأن يرزقك الزوج الصالح.
حاولي أن تقوي علاقتك بالله سبحانه وتعالى، واعلمي يا أختي أن مع العسر يسرا، (( إن مع العسر يسرا ))[الشرح:6].
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها **** فرجت وكنت أظنها لا تفرج.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه، وبالله التوفيق.