السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة ملتزمة ولله الحمد، لكني لا أجد صحبة طيبة تساعدني على التقرب إلى الله أكثر، وأعاني من الوحدة وعدم وجود أصدقاء في حياتي؛ لأن زوجي لا يريد أن تكون لي صديقات أو معارف، وهذا منذ خمس عشرة سنة، وقد تسبب ذلك في عدم رغبتي في الحياة، وأبعدني ذلك عن السكينة والاطمئنان، وسبب لي المرض النفسي والإحساس بالموت في كل وقت، وأعالج نفسي من هذا المرض منذ سنة، وعندما يراني زوجي على هذه الحالة فإنه يسخر مني ويستهزئ بي، رغم أنه لا يترك فرضا من فروض الله، فماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن المسلمة بحاجة إلى صديقة تذكرها بالله إذا نسيت، وتعينها على طاعة الله إن ذكرت، وزوج المرأة هو أول وأهم صديق لها، وعلى زوجك أن يشعر بحاجتك إليه، كما أرجو أن تكوني وفية له، وحاولي أن تفهمي أسباب رفضه لمسألة تكوين علاقات اجتماعية، فإن معرفة السبب تزيل العجب، وحبذا لو تمكنت من نقل وجهة نظره إلينا حتى نستطيع أن نحكم في المسألة عن علم ودراية.
وأرجو أن تعلمي أن العلاقات الاجتماعية لها ضريبتها، فهي لا تخلو من الأفراح والأتراح، ومن صادق الأخيار سعد في الدنيا والآخرة، حتى قال عمر رضي الله عنه: (ما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق صالح)، والجليس الصالح كحامل المسك الذي لا يعدم الإنسان منه النفع والخير، وفي الجانب الآخر نجد صداقة الأشرار تعدي وتؤذي، وقد شاهد الناس كلبا أسود إلى جوار مالك بن دينار فقالوا له: ما هذا يا أبا يحيى؟ فقال: هذا خير من جليس السوء.
ونحن نرجو أن يدرك الجميع أن الوحدة شر، وأن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإذا كان زوجك لا يريد تكوين علاقات فعليه أن يشكل حضورا كثيفا في المنزل، وأن يجلب لك أشرطة القرآن، بالإضافة إلى الكتب النافعة والأشرطة المفيدة، مع ضرورة عمل زيارات منتظمة لأهله وأهلك، وإذا كانت هناك محاذير فأرجو أن تكون الزيارات قصيرة حتى تقل فرص الاحتكاك.
وأما بالنسبة للوساوس فعلاجها بذكر الرحمن وتلاوة القرآن ومعاندة عدونا الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله مالك الأكوان، كما أرجو أن تقابلي تلك الهواجس بالإهمال والنسيان، وإذا لم يشغل الإنسان نفسه بالخير شغلته نفس بالغفلة والشر والعصيان.
وهذه وصيتي لك ولأسرتك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإنه سبحانه يجيب المضطر إذا دعاه، وأرجو أن تكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذبنا وذنبك.
وبالله التوفيق والسداد.