السؤال
السلام عليكم.
تزوجت منذ تسعة أشهر من رجل ملم بأغلب نواحي الدين، وهذا ما أعجبني فيه، ولكن بعد الزواج بفترة وبالتحديد عندما أحضرنا الستالايت أصبح مقصرا في صلاته في المسجد، رغم أنه قادر على الذهاب وكان لا يقطع فرضا في المسجد، وأصبح ينظر كثيرا للفتيات في أي مكان يمر عليه، وعندما أسأله يقول لي: إنه نظر عابر (دون شهوة)، وأنه لا يستطيع أن يمسك نفسه، مما حدا بي أن أنظر إلى الشباب أمامه لكي أغيظه، رغم أني أعلم أن ذلك لا يجوز.
كما أنه أصبح ينشغل عني، وبمجرد أن يصل للمنزل يجلس أمام التلفاز يشاهد الأفلام، وعندما تعبت أصبحت أقول: هو حر في تصرفاته ومحاسب عليها، مع أني أخاف أن أحاسب على ذلك، فلماذا أصبح زوجي كذلك؟ وما العمل لإعادته لسابق وضعه؟ وهل سأحاسب على ذلك؟ علما بأني أشعر أن إيماني قد قل، فما العمل؟!
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النظر إلى الشاشات لا يقل في خطورته عن النظر إلى المتبرجات في الشواطئ والأسواق والمنتزهات، وربما كان أخطر وأكبر من ناحية تمكن الرائي من التركيز دون حياء أو حرج، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يصلح أمرك وأن يهدي زوجك وأن يلهمك رشدك، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
ونحن في الحقيقة سعداء جدا باهتمامك بإصلاح زوجك وحرصك على أن يعود كما كان، ونحن نشاركك المشاعر والدعاء له، وندعوك إلى كثرة الدعاء له، والحرص على أن تتمسكي بالإسلام، فإن وقوعه في الخطأ لا يبرر لك ممارسة الخطيئة عنادا له، وعليك تذكيره بالحالة الطيبة التي كان عليها.
وينبغي إبراز إيجابياته الأخرى والثناء عليه بها، ومطالبته بمصاحبة الأخيار وغض الأبصار والمواظبة على التلاوة والصلاة والأذكار، وعليك بالاجتهاد في إيجاد برامج اجتماعية وعلمية وثقافية بديلة، وكذلك الاهتمام بزينتك وجمالك والدخول إلى حياته وملاطفته وسد حاجاته.
ولابد من تخويفه من الله وتذكيره بمراقبة الله، ولفت نظره إلى أن العدوان على أعراض الآخرين يعرض عرضه للخطر، ومحاولة إقناعه بإخراج الأجهزة السيئة أو محو القنوات الفاسدة.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ومراقبته في السر والعلن والاجتهاد في الطاعة والعبادة وكثرة الاستغفار، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.