السؤال
السلام عليكم.
اكتشفت أن زوجي لديه صور لنساء عاريات قام بشرائها أو ربما صورها من خلال التلفاز، وهو يحتفظ بها في جواله، ولم أكن قادرة على تصديق ما وجدت فقمت بمحوها كلها، ولم يكن زوجي يعلم أني وجدتها ومحيتها لأني فضلت الصمت والتستر عليه أمامي حتى لا أجرحه، ولكنه بعد ذلك سيعلم أني الفاعلة ولن يحاسبني على تجسسي لكي لا يفضح نفسه أمامي.
وبالفعل لم يواجهني بما حدث، لكنه صار يقفل جواله دائما، وهذا يجعلني أحس بالذنب لأني لم أواجهه، لكني فعلت ذلك رحمة به وسترا عليه، وأشعر أنه بذلك يتهمني بالتجسس ولا يثق بي، فهل أطلب منه تفسيرا لإقفاله الجوال أم ماذا أفعل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أخطأ زوجك بما فعل، وأخطأت أنت أيضا في أسلوب العلاج، ولن يضرك إغلاق الجوال إذا كان تعامله معك طبيعيا، وأرجو أن تعطيه مهلة، وحاولي أن تكوني طبيعية إلا إذا لاحظت تغيرا في تعامله، فعند ذلك اسأليه عن سبب إغلاق الجوال شريطة أن تختاري الوقت المناسب، وإذا سألك عن مسح الصور فاعترفي واعتذري واسكتي بعد ذلك مدة ثم حاوريه في الوقت المناسب.
واقبلي منه الاعتذار، واقتربي منه أكثر، واهتمي بمظهرك وجمالك، فإن عاد لمثل تلك الممارسة وظهر لك ذلك دون تجسس - لأن الخط أصبح بينكما مفتوحا - فاسأليه عن سبب حمل تلك الصور، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، فإن حمله للصور لا يعني بالضرورة وجود علاقة آثمة، ولكن المهم في الأمر هو أن في الأمر مخالفة شرعية، فاجعلي غضبك لله لا لنفسك، واحرصي على إسداء النصح له بلطف، وبيني له أنك تحبينه وتخافين وتغارين عليه، والغيرة دليل على الحب.
وأرجو أن تقدموا المشاعر النبيلة، ورجحي جانب العفو على العتاب، خاصة وأنها المرة الأولى - وأرجو أن تكون الأخيرة - ولا تسيئي به الظن، فإن ذلك يدفعه لتحقيق تلك المخاوف في الواقع، وأعطيه الثقة والحب، واعلمي أنه اختارك من بين جميع النساء، ولا تعطي الشيطان الفرصة، وشاوري قبل أن تتصرفي في حال حصول تطورات سلبية - لا قدر الله ذلك -.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه والإكثار من طاعته، نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.
وبالله التوفيق.