السؤال
السلام عليكم.
أبلغ من العمر 30 سنة، وأعمل في دولة خليجية، تزوجت العام الماضي من بنت خالي رغم أني لا أحبها، ولكنها فتاة محترمة جدا، حاولت فسخ الخطبة أكثر من مرة ولم أستطع، بسبب كونها من العائلة، وأثناء عملي تعرفت على فتاة وأحببتها جدا، ولكن لم أكن سعيدا في زواجي وأخاف أظلم زوجتي، لأنها لم تسئ إلي أبدا، وفكرت في الانفصال، لكن الموضوع صعب جدا كونها ستكون مطلقة، ولا أريد أن أتحمل كوني ظلمتها، ولا أريد أن أعيش معها فأظلمها أو أظلم نفسي أو أظلم الإنسانة التي أحببتها وأحبتني، هل لو طلقتها أكون ظالما؟ علما بأنها إنسانة لم أستطع أن أذكر فيها أي عيب، وإلى الآن لم ننجب.
فماذا أفعل: هل أطلقها وأتزوج من أحبها وأعطيها حقوقها، أم أستمر مع خوفي من أن أظلمها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مشاعر الحب يمكن أن تحصل بالمعاشرة والمعاملة الطيبة، ثم بتذكر الإيجابيات وتضخيمها، وقد أسعدني قولك: إنها محترمة، وهي كذلك بنت خال لك، بخلاف الأخرى التي تفقد معظم مؤهلات الزوجة الصالحة بتعاملها معك من غير وجود رابطة أو علاقة شرعية، وأنت بلا شك آثم بتكوينك لعلاقة مع فتاة أخرى رغم أن الله أكرمك بزوجة حلال، فراقب ربك الكبير المتعال، وأقبل على زوجتك المحترمة، وتب إلى ربك مما حصل منك، وإذا أطلق الإنسان بصره لم تكفه نساء بلده كاملة.
واعلم أن الشيطان حريص على أن يزهد الإنسان في الحلال، ويزين له الحرام حتى يوقعه فيه، والعياذ بالله .
ونحن في الحقيقة نلومك لأنك جاملت منذ البداية، ومسألة الزواج لا تصلح فيها المجاملات، لأن رحلة الحياة الزوجية طويلة وفيها علاقات ومسئوليات وذريات.
وأرجو أن تتوقف تلك العلاقة الجديدة، ولست أدري لماذا تحاول بناء علاقة جديدة على أنقاض أسرتك؟! وشريعة الله تبيح لك أن تتزوج بمثنى وثلاث ورباع، إن كنت صادقا أو قادرا على المسئوليات، وتستطيع العدل بين الزوجات، واعلم بأنه لا يجوز للمرأة أن تسأل طلاق أختها لتكفئ ما في صحفتها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونرجو أن تحاول المجيء بزوجتك معك بدلا من التفكير في غيرها؛ لأن الوحدة تجعلك تفكر في القريب منك لا البعيد عنك وعن نظرك
نسأل الله لك الهداية والتوفيق.