ما نصيحتكم لشاب تعلق بأخت صديقه حين استضافه؟

0 433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

لا أدري بماذا ستردون علي في هذه الرسالة، ولكني فضلت أن أستشيركم لأنكم بحمد الله اكتسبتم ثقة الكثيرين.

لن أطيل كثيرا، فمشكلتي التي تؤرقني ليل نهار هي أن أحد أصدقائي الملتزمين وهو يكبرني في السن بقليل سمح لي بدخول منزله أكثر من مرة، حيث يثق بي كثيرا، ويأتمنني ويطمئن إلي، ولكني للأسف خنت الأمانة واطلعت على محارم بيته، فرأيت أخته ودخلت قلبي منذ اللحظة الأولى!

الله يشهد أني لم أنظر إليها بأي شهوة أو بأي نية سيئة، أحبها بشدة وأظل أفكر فيها ليل نهار، لا أستطيع أن أفاتح أحدا في هذا الموضوع، ولا أعلم هل تبادلني نفس هذا الشعور أم لا.

حدثتني نفسي الأمارة بالسوء أن أكلمها، ولكني حتى الآن أدافعها وأرفض ذلك، وبقيت المشكلة الأكبر وهي أني بعمر 18 عاما، لم أتخذ حتى الآن قرارا واضحا، نفسي تؤنبني على ما فعلت وأدعو الله أن يغفر لي، وأرجو أن يسامحني على ما فعلت، أحب صديقي هذا ولكني لم أعد أحدثه ولا أعرف ماذا أقول له، وكيف أعتذر له؟ وهل سيقبل اعتذاري أم لا؟

ماذا أفعل لهذا القلب الذي يحبها ويفكر فيها ليل نهار؟ هل أصارحها أم لا؟ قلبي يقول: نعم، وعقلي يقول: لا. لا أدري ماذا أفعل، أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

الابن العزيز/ أحمد .. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وفي أي موضوع، فاتصل بنا ولا تتردد فإن قلوبنا مفتوحة لك ولأمثالك دائما، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة، وأن يمن عليك بالإعانة على غض بصرك وتحصين فرجك اللهم آمين.

بخصوص سؤالك وما ورد برسالتك فلك الحق أن تشعر فعلا بتأنيب الضمير لأن خيانة الأمانة من الخطورة بمكان، خاصة إذا كان الشاب محل ثقة من أدخله بيته وعلى قدر من الطاعة والالتزام، فها هو يوسف -عليه السلام- أبى على نفسه أن يخون الرجل الذي ائتمنه أو أن يغضب ربه وفضل السجن والصغار على خيانة الأمانة رغم أن كل عوامل الستر والتخفي كانت متوفرة، وصاحبة البيت هي التي أخذت زينتها ودعته إلى نفسها قائلة (هيت لك).

كم أتمنى ألا يغيب عن بالك وبال إخوانك الشباب عفة هذا الشاب المبارك يوسف عليه السلام، فالناس بطبيعتهم ينكرون الخيانة حتى ولو كانوا غير مسلمين، فهذا هو عنترة العبسي الشاعر الجاهلي يقول:
أغض الطرف إن بدت لي جارتي ** حتى يواري جارتي مأواها

حري بنا نحن شباب الإسلام أن نكون أكثر حرصا على الأمانة وتمسكا بها، لأنها من أصول ديننا وشرع ربنا جل جلاله.

أما عن الاعتذار لصديقك فلا داعي له، وإنما يجب عليك أن تستر على نفسك، وأن تتوب إلى ربك، وأن تعاهد الله ألا تعود لمثل هذا أبدا، ولا تحاول الاتصال بالفتاة حتى لا تفسد عليها حياتها وترتكب أعظم خيانة.

أرى أن تصرف النظر عن هذا الأمر الآن؛ لأنك فيما يبدو لست جاهزا للحياة الزوجية، لأنك ما زلت طالبا وأمامك مشوار طويل، إلا إذا كنت جاهزا فلا مانع من إتيان البيوت من أبوابها وإرسال من يخطبها لك بالطريق الشرعي، إذا كنت ترى أنها تصلح لك، لأني أتصور أن الحب من أول نظرة غالبا ما تكون نتيجته عدم التوفيق.

لذلك لابد من رؤيتها مرة أخرى بطريقة شرعية والاستشارة والاستخارة حتى تضمن توفيق الله لك، وأما انشغالك بها الآن فأرى أن هذا من عمل الشيطان حتى يفسد عليك دراستك وعبادتك وعلاقتك بصديقك.

لذلك اصرف النظر مادمت – كما ذكرت غير مستعد – ويوم أن تكون كذلك تقدم لخطبتها على بركة الله، واعلم أن التعلق الآن سوف يؤثر على مستواك الدراسي بشكل أو بآخر، خاصة وأنه غير مشروع، فاستغفر الله وتب إليه، وأكثر من الاستغفار وتضرع إلى الله أن يصرف عنك هذا الابتلاء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والمغفرة والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات