السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج ولدي طفلان، وزوجتي تكره والدتي وإخواني، والعكس صحيح، وقد حدثت بعض الأشياء التي جعلت تلك الكراهية تحدث فيما بينهم، وقد حاولت مرارا وتكرارا التقريب بينهم دون جدوي، وزوجتي دائما تتصيد عيوب أهلي، وهذه العيوب بعضها صحيح وبعضها خاطئ، ودائما تتشاجر معي عندما أذهب لزيارتهم، وهذا الأمر يجعلني مستاء لأن هذا يؤثر على علاقتي مع أهلي، فهل الطلاق هو الحل بعد فشل كل المحاولات للإصلاح؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح ما بين والدتك وزوجتك وأهلك جميعا، وأن يعيد إليكم المحبة والوئام والتفاهم والانسجام، وأن يذهب عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأن يملأ قلوبكم محبة لبعضكم، وأن يصلح ذات بينكم وأن يؤلف على الخير قلوبكم.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن العلاقة بين زوجات الأبناء وأهل الزوج عادة ما تكون حساسة، وأحيانا تكون حساسة للغاية، وذلك بسبب الأفكار التي يتلقاها الناس منذ نعومة أظفارهم، فلعل زوجتك كانت ضحية لأفكار سيئة عن أهل الزوج خاصة الوالدة، ولذلك دخلت حياتها وهي متحفزة وحساسة لكل كلمة تقال أو كل تصرف يصدر عنهم، والشيطان يزين لها دائما أنهم لا يحبونها وأنهم يكرهونها.
وهذه نتيجة بعض الأفلام والمسلسلات والروايات والحكايات التي تشحن بها عقول الناس، ولعل زوجتك ضحية لأسرة كانت هذه هي طبيعة العلاقة بينها، ولكنها قد تتخلص من ذلك إن شاء الله.
والطلاق ليس هو الحل، وإنما هو هروب من المشكلة، فكيف تعالج مشكلة بمشكلة أكبر منها؟ وإذا كنت تريد أن تعود المياه إلى مجاريها أو أن تكون الأمور طبيعية بين أهلك وزوجتك فلا تفكر في الطلاق؛ لأنك عندما تطلق زوجتك ستضحي بزوجتك وأبنائك، وقطعا سيأخذون عن أمهم هذه الأفكار السيئة وسيعودون إلى المجتمع مرة أخرى وهم يحملون تلك الأمراض، فكأنك ستفسد عدة أسر في وقت واحد.
ولذلك أرى في المرحلة الأولى عدم اصطحاب زوجتك إلى بيت أهلك، واتركها عندما تريد زيارتهم، واتركها وحدها في البيت، وخذ معك أطفالك إذا كانوا يستطيعون ذلك، حتى يتعودوا على أهلهم وحتى يفسدوا مشروع أمهم أيضا؛ لأنها قد تزرع فيهم كراهية الأهل، ولكن عندما يتعاملون مع جدتهم ويتعاملون مع عماتهم ويجدون أنهم يحسنون إليهم ويحسنون معاملتهم ويقدمون لهم الهدايا والحلوى فسيحبونهم قطعا، ولذلك ستضمن عدم تأثرهم بما عند أمهم، وإذا حاولت أن تتكلم عليهم فلا تستمع إليها ولا تلق لها بالا، وحاول إهمالها قدر المستطاع.
ومع تكرار هذه المحاولة فسوف تنطفئ هذه النار وتخبو تماما، وتذرع بالصبر الجميل وتحل به، فهي مسألة وقت، وعما قريب بإذن الله تعالى ستعود المياه إلى مجاريها وستعود امرأتك إلى صوابها، وستنعم بعلاقة حسنة بين زوجتك ووالدتك وأخواتك.
وعليك بالدعاء والصبر، واطلب من أمك الدعاء لك أن يصلح الله لك زوجتك، وأنا واثق من أنك ستنجح هذه المرة وستكون الأمور في المستقبل طيبة وسعيدة بإذن الله تعالى، مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.
والله ولي التوفيق.