السؤال
أنا امرأة متزوجة ولي طفلان، لقد غضب أبي وأمي مني بسبب أختي التي قامت بإضرام نار العداوة بيننا بنقل حديث قلته ولم أقصدهما به أبدا، ونسيا كل معروفي معهما وبدءا يجاهران في الدعوات علي كعادتهما دائما حينما يسمعان من أختي أي شيء ضدي، فهما يفضلانها علي رغم سوء أخلاقها بشهادة الجميع، ورغم أنني أعينهما ماديا لأن حالة زوجي جيدة، وأنا أيضا أعمل مدرسة وأقتر على نفسي وأعطيهم ما يكفيهم في كل مناسبة وبدون مناسبة، ولكنهما مصران على مقاطعتي ولا يريدان أن يرياني أبدا ولا يسمعا مني اعتذارا، رغم أنني أقسمت لهما أنني لا أقصدهما بسوء، والحديث الذي تم نقله هو شيء تافه بشهادة الأقرباء والأصدقاء، ولا يستحق كل هذا، إلا أنهم أعلنوا القطيعة، وأنا وعائلتي على أبواب سفر ولن أعود إلى البلد، فبماذا تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المؤمنة أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإننا نوصيك بالصبر ومواصلة الإحسان والمساعدة لوالديك، وواظبي على السؤال عن صحتهما، واجتهدي في إرضائهما، فإذا لم يرضيا عنك رغم ما تفعلينه معهم فأنت معذورة ومأجورة، ولا تعتبرين عاقة لهم من الناحية الشرعية، ولن يضرك دعاؤهم عليك لأنهم ظالمون لك، والإثم يلحق تلك الأخت المسيئة، ونسأل الله أن يردها إلى الصواب، وهذه بشارة لكل من يقوم بما عليه تجاه والديه كاملا في قوله تعالى بعد الحديث عن بر الوالدين: (( ربكم أعلم بما في نفوسكم ))[الإسراء:25]، يعني: من البر والإحسان والحب، (( إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ))[الإسراء:25].
وحتى بعد السفر لابد من الاتصال عليهم والسؤال عن أخبارهم وأحوالهم، وأنت مأجورة حتى لو أغلقوا في وجهك الهاتف، واحرصي على إدخال الخالات والفاضلات من أجل الإصلاح، ولا يحملك ما حصل منهم على إيقاف المساعدات، بل نحن ندعوك لزيادة البر والإحسان، ولك منا البشرى بالتوفيق والتأييد من الله سبحانه.
وأرجو أن تقتربي من والديك ولا تعطي فرصة الدخول بينك وبينهم لأحد من الناس، واحفظي لسانك عن السوء، فإن هناك طوائف من الناس جندوا أنفسهم للنميمة ورضوا بأن يكونوا بريدا للشيطان، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن قلوب والديك وقلوب العباد بين أصابعه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.