إهمال الزوجة لحق زوجها في الفراش وحمله على التفكير في الزواج بثانية

0 483

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا شخص متزوج منذ أكثر من 20 سنة، وكلما طلبت زوجتي للمعاشرة تتقاعس وتتجاهلني لسبب أو لآخر إلى أن يأخذني النوم، علما أنها في كامل قواها، ولم أتذكر طيلة مدة زواجنا أنها راودتني على نفسها، وتفاديا لارتكاب الفواحش فكرت في الزواج مرة ثانية، إلا أنني خفت من خراب بيتي بإفساد مشروع زواج ابنتي عما قريب - إن شاء الله - أنا في حيرة من أمري، فبالله عليكم دلوني ماذا أفعل؟!

والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجتك، وأن يحببها إليك وأن يحببك إليها، وأن يشرح صدرها للتعامل معك وإعطاءك حقك الشرعي كاملا غير منقوص.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل - فإنه كما هو معلوم ولا يخفى عليك أن الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء سببا، فهذا الكون كله قائم على الأسباب والمسببات، وهذا التصرف الذي ذكرته بالنسبة لزوجتك من تقاعسها وعدم رغبتها في المعاشرة وتجاهلك وانتهاز الفرصة للتخلص منك، فهذا قطعا ليس طبيعيا، وعدم طبيعته هو الذي أدى إلى هذه المشكلة، وهناك من النساء من جبلت وخلقت وهي لا تميل إلى العملية الجنسية ميلا طبيعيا، بل إن بعض النساء تكره هذا الأمر، كما أن بعض الرجال يكره هذا الشيء، وبعض النساء مثلا لها رغبة متواضعة ولذلك تحاول أن تختلق الأعذار حتى تفر من هذا الموضوع ولا تريده أصلا، وتفرح إذا زوجها نام قبلها، وأنه مثلا شغل بأي أمر آخر؛ لأنها ترى أن هذا بالنسبة لها عقوبة، وهذا مرده إلى عدة أسباب:

إما أنها فطرة خلقت كذلك، أو أنه حدثت هناك أخطاء ليلة الدخلة كأن يكون استعمل الرجل نوعا من العنف مع زوجته أدى إلى كراهيتها لعملية المعاشرة.

ولذلك أقول - بارك الله فيك – هذا الأمر يحتاج منك إلى قدر من المواجهة، كما أتمنى أن تجلس – أنت وزوجتك – ولو بعيدا عن الأسرة، وأن تشرح هذا الأمر بينك وبينها، وأن تبين لها خطورته وأهميته بالنسبة لك، وأن تطلب منها أن تتكلم ما هو السبب الذي جعلها تقف هذا الموقف أو ترفض هذه العلاقة رغم أنه من حقك الشرعي.

أعطها قدرا من الاطمئنان الكبير، واجعلها تتكلم بصراحة ووضوح ولا تقاطعها مطلقا عندما تتكلم، وكلما تتوقف حاول أن تشجعها على الحديث حتى تعرف السبب الذي أدى بها إلى هذا الموقف السلبي من هذه العملية الحيوية والمهمة جدا في حياة الأسرة المسلمة عموما.

فإذا لم تقدم شيئا مقنعا فقل لها: (أنا مضطر أن أبحث عن زوجة أخرى لأستريح معها بدلا من الوقوع في الحرام وفي الفواحش)، فاعرض عليها هذا الكلام مجرد عرض لاحتمال أن يؤثر فيها، فإن بعض النساء قد لا تأتي إلا بهذه الطريقة، فحاول أن تقل لها: (إذن أنا مضطر أن أفعل ذلك، فأنا كنت أتمنى أن تكفيني حاجتي دون اللجوء إلى هذا، ولكن أما وأنك مصرة على عدم التجاوب معي وإعطائي حقي فإني سوف أتزوج)، وطبعا هذا الكلام اعتبره في المرحلة الأولى مجرد تهديد، فإن استقامت ورجعت وبدأت تعطيك حقك فقد انتهت المسألة ولا داعي للدخول في مغامرة، خاصة وأن ابنتك على أبواب الزواج.

ولكن - أخي الكريم الفاضل – إذا لم تستجب لك زوجتك ولم تغير من موقفها ولم تتقدم للحل الإيجابي خطوة واحدة فمن حقك أن تتزوج شرعا؛ لأن هذا أمر جعله الله حقا لك، وأن تتزوج مع وجود بعض المشاكل أفضل ألف مرة من أن ترتكب الفواحش وتحرم من جنات الله الواسعة.

أسأل الله أن يصلح لك زوجتك، وأن يبارك لك فيها، وأن يبارك لها فيك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يعينكما على التخلص من هذه المشاكل، وأن يجعل حياتكما سعيدة طيبة مباركة.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات