نصيحة لامرأة هاجر زوجها بزوجته الثانية لشدة غيرتها

0 446

السؤال

زوجي تزوج بأخرى، وقد كانت ردة فعلي عنيفة جدا، وأنا أرفض وجودها في حياتي، بسبب هذا هاجر إلى خارج الدولة، أهاتفه بين الحين والآخر وأنصح أبنائي وبناتي بالتحدث إلى أبيهم هاتفيا.

آخر مرة تحدثت معه وطلبت منه الحضور للبقاء مع أبنائه ولو ليوم أو يومين فقال لي: أين ستسكن هي؟ فهل المطلوب مني استقبالها شرعا؟ مع العلم بأنه قاطع الجميع لعدم استقبالها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن ما فعله زوجك مما شرعه الله، والشرع والعقل يطالبانك باتخاذ غير هذا الموقف، وأرجو أن تعلمي أنك وأبناءك الأصل، وسوف يعرف لك قدرك إذا تنازلت وفتحت له قلبك من جديد، فلا تضيعي نفسك وأولادك، وعودي إلى رشدك وصوابك، ولن تتضرري من استقبالها، فهي أختك في الإسلام، وليس لها ذنب في الذي حصل؛ ولذلك فنحن نقترح عليك فتح صفحة جديدة مع زوجك وسوف تكونين الرابحة من ذلك، وسوف تفوزين برضوان الله، ولن تأكل زوجته الثانية إلا ما قدره الله لها، وحاولي الاقتراب من زوجك، ولا تظلمي زوجته ولا تطالبيه بطلاقها، فإن ذلك لا يجوز بحال من الأحوال، وقد ورد النهي عن ذلك في أحاديث رسولنا صلى الله عليه وسلم.

وأرجو أن تعلمي أن هذه الطريقة قدمناها لعدد من الفاضلات من أمثالك، فكانت نتائجها طيبة جدا، والعاقلة المؤمنة تستمع لرأي الشرع فتنال خيري الدنيا والآخرة، ويؤسفنا أن يوجد في مجتمعاتنا محرضات ونمامات، خاصة في مثل هذه الأحوال، وأرجو أن تعلم كل أخت تزوج عليها زوجها أن ذلك لا يعني أنه لا يحبها، ولكن قد تكون له أسباب، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة - رضي الله تعالى عنها – رغم حبه الشديد لها، ولم يكن في ذلك الزواج المتكرر انتقاص لعائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهذه المفاهيم المغلوطة هي ثمرة المسلسلات الهابطة التي تحارب الحلال وتشجع الفسوق والخبال.

وإذا كان بيتك واسعا فلا مانع من استقبالهم جميعا حتى يرتب لها الأوضاع، وسوف تستطيعين أن تكسبيها إلى جانبك، وأنت على كل حال معذورة في غيرتك، لكننا ننبه إلى أن الغيرة لا ينبغي أن تحمل أخواتنا على تجاوز حدود الشرع وتدفعهن للظلم والشر؛ فإن المؤمنة لا تملك أغلى من دينها، ومن واجب الرجل أن يعدل، وعليه أن يعطي أولاده حقوقهم كاملة، وسوف ينتفعون بوجوده معهم.

ونسأل الله لكم التوفيق والسداد، وأن يصلح ذات بينكم، وأن يؤلف على الخير قلوبكم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات