الرجوع إلى الالتزام.. خطوة نحو التصحيح

0 32

السؤال

أنا أخاف الله كثيرا، أصلي وأصوم -والحمد لله- وأرتدي الحجاب، وأقرأ القرآن ولكن قليلا جدا، ولكن بعد زواجي (أي: منذ 5 سنوات) بدأت أتغير، والسبب هو زوجي؛ لأنه لا يصلي، مشغول بأمور الدنيا، (يخاف الله ويعرف جيدا أمور الدين، ولكنه بعيد عنها) كنت أنتظر منه أن يهديني أكثر وأكثر، وأن يعلمني الصواب من الخطأ، ولكن أصبحت بعض الأوقات أتأخر في الصلاة (بغير وقتها) الأيام التي لا أصومها بدأت لا أقضيها، السبب الأول هو أنني مريضة أعاني من الحصوة بالكلى، والسبب الثاني زوجي لا يشجعني أبدأ، يقول لي: لاحقا اقضيها، ويقول لي أيضا بأنه يجب أن آخذ موافقته في الصوم بغير شهر رمضان، دفعت سنة واحدة كفارة تأخير، وبعد ذلك لم أدفع، لأن السبب هو الحالة المادية.

أرجو التوضيح، بدأت أحس بأني مقصرة كثيرا تجاه ربي بأمور كثيرة، بعكس ما كنت عليه وأنا عزباء، لا أعرف السبب أهو الشيطان أم ماذا؟ ولكني متعبة كثيرا وأريد أن أرجع إلى صوابي، إلى طاعة الله عز وجل وأعرف ما هي واجباتي تجاه ربي، وتجاه زوجي.

أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا ننصحك بالاهتمام بأمر دينك وصلاتك ونحذرك من التهاون في ذلك، مع ضرورة تحريض الزوج على الطاعات، وكم هو عجيب أن يقصر من يعرف الدين ويخاف الله في الطاعات، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.

ولا يخفى على أمثالك أن الرجل لا يستأذن إلا في صيام التطوع، أما صيام الفرض فإن المرأة تصوم حتى لو رفض زوجها.

أما بالنسبة للناحية الطبية، فالحكم فيها للطبيبة الموثوقة، ولك أن تجربي الصوم، فإن أتعبك في الصيف فصومي في الشتاء، ولا أظنك بحاجة إلى أن أبين لك أهمية الدين لأنك – ولله الحمد – متدينة، مع ضرورة أن يدرك زوجك أن واجبه حمايتك من النار، قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم...))[التحريم:6].

وأنا في الحقيقة سعيد بهذا الشعور الذي دفعك للسؤال، وأحسب أن هذه خطوة مهمة في طريق التصحيح، وأرجو أن تكون العودة سريعة، فإن كل يوم يمضي يخصم من أعمارنا، وإذا علم منك زوجك الصدق فسوف يشاركك في العودة إلى الصواب.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلموا أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، وقد ثبت أن الطاعات المشتركة هي أهم ما يؤلف بين قلوب الزوجين، وتذكري أن الله سبحانه يقول: ((وأصلحنا له زوجه))[الأنبياء:90] وكأن قائلا يقول: بماذا؟ فجاءت الإجابة: ((إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين)[الأنبياء:90].
ونسأل الله أن يسعدكم بطاعته وأن يؤلف على الخير قلوبكم ونفوسكم.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات