هل نوافق عليه أم ننتظر صلاحه وتغيره؟

0 260

السؤال

السلام عليكم.

لي أخت كانت تسير على طريق الالتزام، لكنها وللأسف وقعت في حب شاب تارك للصلاة، مرتكب للعديد من الفواحش، لاعب كرة، ويعمل في الجيش، وهي تهددنا بقتل نفسها إن لم نوافق على اختيارها، أما الشاب فوعدنا بالتوبة وترك العمل إن رضينا به وإلا سيبقى على ما هو عليه.

أنا أخوها غير موافق للأسباب السالف ذكرها يعني كونه غير كفء، لكني خائف على حياتها، أرشدونا بالله عليكم على كيفية حل هذه المصيبة. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abd allah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك. كما نسأله تبارك وتعالى أن يغفر لأختك وأن يتوب عليها، وأن يبصرها بالحق، وأن يهديها صراطه المستقيم، وأن يرزقها شابا صالحا مباركا يكون عونا لها على طاعته ورضاه سبحانه .

بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- من أن أختك كانت تسير في البداية على طريق الالتزام، ولكنها وقعت في حب شاب بهذه المواصفات التي ذكرت، وتهددكم بقتل نفسها إذا لم توافقوا على اختيارها، وهذا الشاب قد وعدكم بالتوبة وترك العمل، وأنت ترى أنه غير كفء ولكنك تخاف على حياتها كما ذكرت.

في الواقع ثق وتأكد أنها لن تفعل في نفسها شيئا؛ لأن هذا الكلام مجرد تهديد وهي لن تستطيع أن تفعل شيئا، حتى وإن فعلت ذلك فأنت لا إثم عليك لأن من حقك كولي أمرها أن تتخير لها الكفء العبد الصالح المبارك، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وهذا الرجل الآن لا دين له ولا خلق، فإذن حتى وإن منعتها وقتلت نفسها فلن تكون آثما - بإذن الله تعالى – ولذلك لا تشغل بالك بهذا التهديد الحريمي الذي لن يقدم ولن يؤثر ولن يؤخر، ولكنها تضغط عليكم حتى توفوا لها بشرطها.

أما عن هذا الشاب فأنت تستطيع -بارك الله فيك- أن تستغل هذه الفرصة لإعانته على طاعة الله تعالى، فتقول له: (يا أخي الكريم! نحن لا مانع لدينا من أن تتزوج بأختنا، ولكن أمامك مدة من الزمن تثبت فيها أنك قد تبت إلى الله تعالى، واجعل هذه التوبة لله تعالى واترك هذه البنت، وإن شاء الله تعالى لو تبت إلى الله فسوف يعطيك الله هدية من عنده قد تكون هذه الفتاة أو غيرها) إذا قال (أنا أريدها) فنقول: (ما عندنا مانع، فتوكل على الله، واجتهد لمدة على الأقل حتى ستة أشهر نراك فيها محافظا على الصلوات في جماعة ونراك فيها ملتزما، وتترك هذه المعاصي والنكرات).

وأنا واثق - أخي الكريم عبد الله – أنه لو كان صادقا فسيصلحه الله تعالى في الستة أشهر هذه وسيكون من عباده الصالحين، وبالتالي لو زوجته أختك فلا مشكلة عندك؛ لأنه سيترك هذه المعاصي حتى وإن لم يتزوج فيكفيك أنك كنت عونا له على طاعة الله وكنت السبب في إقلاعه عن كثير من المعاصي والعديد من الفواحش والمنكرات خاصة قضية ترك الصلاة.

إذن قل له (نحن ما عندنا مانع ولكن نعطيك مهلة لمدة ستة أشهر، هذه المهلة تلتزم فيها ونراك في المسجد مع الجماعة، وتترك هذه المسائل كلها، وبعد هذه الفترة - إن شاء الله تعالى – إن استقمت فعلا وأثبت أنك رجل ملتزم بكلامك فإن شاء الله تعالى أنا ملتزم بكلامي وسأزوجك أختي)؛ لأن بعد هذه المدة إن كان صادقا وجادا فعلا فسيكون شخصا آخر، وفي تلك الحالة تكون قد زوجتها بالكفء في الدين والدنيا ولا حرج عليك.

أما هذا التهديد فلا تلق له بالا، وقل لها: (أنا ما عندي مانع، وإن شاء الله تعالى سأزوجك بهذا الشاب ولكن بهذه الشروط: أولا لا تتكلمي معه مطلقا؛ لأن الكلام معه حرام لا يجوز، وأنت كنت ملتزمة أولا، ولكن الآن قد تركت فمعنى ذلك أني لن أكافئك على معصية، وإنما أنا أكافئك على الطاعة، فما دمت تريدين هذا الشاب فالكلام بينك وبينه الآن محرم شرعا) فاشترط هذا على هذا الشاب، وتشترط هذا عليها ألا يحدث بينهما كلام ولا مقابلات ولا لقاءات مطلقا، حتى يثبتوا حسن النية ويثبتوا أنهم أهل لإكرام الله تعالى، وبذلك تكون أختك قد تابت عن المعصية ويكون هذا الشاب قد أعين على الطاعة وقد كسبت الطرفين معا حتى وإن لم يحدث هناك زواج فكفاك أنك انتشلت أختك من براثن المعاصي وانتشلت هذا الشاب من هذه المنكرات والفواحش وجعلته عبدا صالحا، وهذا - إن شاء الله تعالى – يكون أفضل لك مائة مرة من أن يتزوج بأختك أو بغيرها.

أسأل الله لكم التوفيق والسداد، كما أسأله -تبارك وتعالى- أن يثبتك على الحق، وأن يقويك، وأن يوفق هذا الشاب للتوبة النصوح، وأن يستر على أختك بستره الذي لا ينكشف، وأن يعينها على الإقلاع عن المعاصي، وأن تكون من الصالحات القانتات، وأن تقر عينك بتوبة هذا الشاب واستقامته وبتزوجه بأختك على الكتاب والسنة.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات