السؤال
لدي صديق أحببته من كل قلبي ووهبته حياتي، ولكن في يوم من الأيام أتى شخص وألقى فتنة بيننا، ومن وقتها لا يكلمني، وحاولت مصالحته؛ لكن الشخص الذي فتن بيننا يقول له: لا تصالحه، فما الحل؟
لدي صديق أحببته من كل قلبي ووهبته حياتي، ولكن في يوم من الأيام أتى شخص وألقى فتنة بيننا، ومن وقتها لا يكلمني، وحاولت مصالحته؛ لكن الشخص الذي فتن بيننا يقول له: لا تصالحه، فما الحل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لورنس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ننصحك بالاجتهاد في الإصلاح، وتوجه إلى الكريم الفتاح، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه يرضاه.
إن الأزمات التي تحصل بين الأصدقاء تجلب لهم الأتعاب، ولكن قد يكون فيها خير لأنها دعوة للمراجعة، والعاقل يراجع الأسس والثوابت التي يقيم عليها صداقته، كما أن تلك الخلافات والأزمات توضح للإنسان الخطوط الحمراء التي ينبغي أن يحرص على عدم تجاوزها، وأرجو أن تسأل نفسك: هل كانت الصداقة لله؟ وهل كنتم تتعاونون على الصلاة والصلاح والبر والتقوى؟ وهل كان الحب يزداد مع كل طاعة لله؟ وهل تحب بقية الصالحين من إخوانك وأصحابك؟
ولا يخفى على أمثالك أن الصداقة المطلوبة هي ما كان أساسها البر والتقوى، وعمادها الحب في الله، فلا خير في صداقة لا تكون لله وفي الله وعلى مراد الله، قال تعالى: (( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))[الزخرف:67].
وعلى كل حال فإن الصداقة الحقة لا تتأثر بالنمامين الذي ينقلون الكلام على وجه الإفساد، والنمام بريد الشيطان، ولن تستفيد من صديق يسمع كلام الآخرين فيك، ولا لوم عليك إذا أديت ما عليك من المحاولات، فقد جاء في الحديث: ( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).
وحافظ على علاقة الود، وكرر المحاولات لتكون أنت الأفضل، وابحث عن الصالحين وتعاون معهم لأداء طاعة رب العالمين، وأحسب أن الأمر يحتاج إلى صبر، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الذنوب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلم أن المعاصي سبب لإفساد ذات البين، كما أن الشيطان يئس أن يعبده المصلون لكنه رضي في التحريش بينهم.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.