كثرة التفكير المصحوب بآلام شديدة في الرأس عند الشخصية ذات الطابع القلقي وما يلزمها لتجنب ذلك

0 730

السؤال

ساعدوني أنا أعاني كثيرا من كثرة التفكير، أحس أحيانا بأن رأسي سينفجر من كثرة التفكير، عمري 17 عاما، في مرحلة دراسية أخيرة، ومواد دراستي تحتاج للحفظ والتركيز ولا أستطيع التركيز، وأصبحت علاماتي متدنية!

وأعاني من آلام في رأسي، ساعدوني أرجوكم ما هو الحل؟ مع العلم أنني أحاول أن أبتعد عن التفكير ولكن لا أستطيع أن أسيطر عليه!

وأشكركم على كل شيء وعلى مساعدتكم لنا والله يجزيكم كل خير يا رب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
أختي تسنيم .. حفظك الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تعانين منها، وهي: كثرة التفكير، وعدم القدرة على التركيز والحفظ، هي في الحقيقة دليل على وجود طاقات نفسية سلبية زائدة، وهذه الطاقات أدت إلى نوع من القلق النفسي، وهذا القلق ربما يكون قلقا ظرفيا، بمعنى أنه ناتج من ظرف معين مر في حياتك كعدم تنظيم الوقت بصورة صحيحة أو الاهتمام في فترة ما ثم محاولة استدراك ما فاتك من دروس – وهكذا – وربما يكون في الأصل لديك ميول واستعداد للقلق.

بالنسبة لألم الرأس، فالألم في الرأس قد يكون أيضا ناتجا من القلق النفسي، وهذا ينتج من انقباض عضلات فروة الرأس؛ لأن التوتر النفسي الداخلي والانشداد النفسي يؤدي أيضا إلى انشداد وإلى انقباض في بعض العضلات، ومن أكثر العضلات التي تكون عرضة لهذه الانقباضات هي عضلات الرأس وكذلك عضلات الصدر، ولكن آلام الرأس نحن دائما نحاول أن نتأكد من سلامة النظر ومن سلامة السمع وكذلك الأسنان وأنه لا توجد علة أو مرض في الجيوب الأنفية.

فأرجو ملاحظة هذا الأمر، وإذا كان هنالك داع لمقابلة الأطباء المختصين في المجالات التي ذكرتها فأرجو القيام بذلك.

من أحسن الطرق التي تساعد في مثل حالتك هو أولا تذكر أهمية العلم والتحصيل، بمعنى أن يكون الهدف الأساسي لك هو الحصول على الشهادة المميزة والمتفوقة، هذا الهدف حين يوضع أمامك وتأخذين أمره بجدية، هذا يؤدي إلى الإتقان في الأداء، بمعنى أن استشعار أهمية الهدف تؤدي إلى اهتمامنا وحرصنا على الآليات التي توصلنا لهذا الهدف، هذا هو الأمر الأول.

ثانيا: من أفضل طرق التحصيل وإزالة القلق، تنظيم الوقت، فإذا لم ينظم الإنسان وقته يمكن أن تفلت الأمور منه بصورة سلبية جدا، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى حدوث المزيد من القلق وضعف التركيز.

إذن ضعي برنامجا يوميا زمنيا، وهذا البرنامج الزمني ليس من الضروري أن يحتوي على ساعات طويلة للمذاكرة؛ لأن من حقك أن تأخذ القسط الكافي للراحة وهذا ضروري جدا، ومن حقك أيضا أن ترفهي وتروحي عن نفسك بما هو مشروع ومقبول، ومن حقك أيضا أن تتواصلي مع الآخرين، ويا حبذا لو مارست شيئا من الرياضة، والعبادات لابد أن يخصص لها وقت، وبالطبع يجب أن يخصص وقت للدراسة.

ثالثا: الدراسة في مجموعات، أي مع صديقاتك وزميلاتك، فهذه أيضا تساعد في تحسين الدافعية وتحسين التركيز.

رابعا: تحين أوقات معينة للحفظ والمذاكرة، فهنالك أوقات معينة مثل الوقت بعد صلاة الفجر أو الوقت بعد الاستيقاظ من القيلولة في الظهر أو الراحة في المساء، فهذه أوقات طيبة جدا وتحسن التركيز.

خامسا: تناول مشروب منبه كتناول القهوة أيضا يحسن التركيز لدرجة كبيرة.

هذه الأشياء التي نذكرها لك في ظاهرها بسيطة ولكنها مهمة جدا وأثبتت الدراسات أنها خير وسيلة لتحسين التركيز، ولابد لك أيضا أن تدرسي درس اليوم في اليوم وتتجنبي التأجيل؛ لأن التأجيل من أكبر المعيقات السلبية في التحصيل الدراسي، وكما قيل: (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد).

يأتي بعد ذلك أن نصف لك بعض الأدوية البسيطة التي تقلل من هذا القلق ومن هذا التوتر، وإن شاء الله تؤدي إلى تحسين التركيز لديك، فهنالك عقار بسيط جدا يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة يوميا، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها في الظهر يوميا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة صباحا ومساء بنفس قوة الحبة (نصف مليجرام)، واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

إذا طبقت هذه التعليمات والإرشادات - إن شاء الله تعالى – سوف تجدين نفسك أنك أصبحت في وضع نفسي أفضل، وسوف يتحسن أداؤك فيما يخص التحصيل وسوف تجدين أنك أصبحت أكثر هدوءا واسترخاء.

أسأل الله لك التوفيق والنجاح والسداد.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات