تربية الأطفال والتعامل مع عنادهم

0 402

السؤال

السلام عليكم

أرجو التكرم بمساعدتي في هذه المشكلة التي أرقت مضجعي، ابنتي تبلغ من العمر سنتين ونصفا، بدأت تعويدها على الحمام منذ أربعة أشهر ولم تتجاوب، حاولت بالترغيب والترهيب وبعد شهرين وصلنا لمرحلة لا بأس بها وهي أنني حين أعرض عليها الذهاب للحمام تذهب معي، ثم تعرضت لزكام وحرارة تراجعت على إثرها إلى ما تحت الصفر، تأثرت نفسيا وأصبحت عدوانية، وتعاندني بكل شيء، وترفض اللعب، وتجلس جامدة، خفت عليها كثيرا لم أعد أطالبها.

بعد شهر عادت لطبيعتها، والآن ترفض حتى تغيير الحفاظ، تشعر بالذنب وتقول: (أمي لا تغضبي مني أنا شاطرة) ماذا أفعل؟ الآن أشعر بالإحباط واليأس وهي ترفض تماما!

علما أن لديها أختا صغرى، بعمر سنة، وتغار منها بشكل كبير، رغم أني ووالدها نراعيها كثيرا.

أفيدوني جزاكم الله خيرا ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو ألا تنزعجي أبدا، فابنتك لا زالت صغيرة، فإن تصرفاتها وهي بنت سنتين ونصف من العمر ليست دليلا على أن سلوكها مضطرب، فهذه البنت من الواضح أنها التصقت بك كثيرا، وأنها قد تعودت على نمط معين من السلوك، وأصبحت لا تتحمل مطلقا أي نوع من الاستقلالية أو الابتعاد من محيط العطف والمودة المتوفر لها من جانبك، وربما من جانب أعضاء آخرين في الأسرة.

أنا أعرف أنك على وعي تام بالمبادئ الرئيسية للتربية، وهذه المبادئ دائما تقوم على ترقية الطفل في هذه المرحلة.

تشجيع الطفلة بأشياء بسيطة: الابتسامة، التقبيل، الاحتضان حين تقوم بأي عمل إيجابي، وحين تقوم بعمل سلبي: عدم تغيير الحفاظ وهذه الأشياء، فعليك أن تتجاهليها، حتى حينما تقول لك: (أمي لا تغضبي مني أنا شاطرة)، فعليك أن تبدئي وتظهري لها الغضب، وتكرري ذلك، فهي ما دامت لديها الفهم لهذا المستوى فأنت يجب أن تتفاعلي التفاعل الذي يغير من سلوكها، فهذه وسيلة من وسائل تعديل السلوك، ولكن أقول إن التركيز على التشجيع هو المبدأ الأساسي.

ثانيا: عليك الاستفادة من الألعاب، فهنالك ألعاب ذات قيمة تعليمية جيدة، فعلى سبيل المثال: أن تحضري لها ألعابا في شكل بنات وكيف أن هذه البنت يمكن أن تذهب إلى الحمام وأن تلبس الحفاظ وتغير الحفاظ – وهكذا – فقومي باستجلاب بعض الألعاب ذات القيمة التعليمية لها، فهذا سوف يشجعها ويجعلها أيضا تلجأ إلى التقليد وإلى لعب الدور الذي تلعبه اللعبة.

بالنسبة لعلاقتها مع شقيقتها الصغرى، فمن الطبيعي أن يكون هنالك نوع من الغيرة، فهذا أمر طبيعي جدا، ونحن حقيقة لا نرفضه؛ لأنه إذا رفضناه نكون حقيقة قد أدخلنا شيئا أو عرفا هو ضد الغريزة وضد ما هو جبلي في حياة الإنسان، ولكن يمكن أن يقلل من الغيرة بأن تقربي بين ابنتك وشقيقتها الصغرى، فاجعليها تقبلها واجعليها تشارك في نظافتها وفي إرضائها – وهكذا – فالطفل الأكبر دائما يحس أنه مهدد تهديدا شديدا بعد أن يولد طفل آخر، ولكن إذا جعلناه يشارك في شأن هذا الطفل فسوف يتخذه شريكا وصديقا أكثر من عدو، هذه تطورات عادية جدا في حياة الأطفال.

الذي أرجوه منك هو أن يكون تحملك أيضا بدرجة معقولة، فكثير من الأمهات يجدن صعوبة في تحمل تصرفات أطفالهن لأن الأم نفسها تكون تعاني من نوع من القلق أو عسر المزاج أو شيء من هذا القبيل.

بالطبع لا أقول إنك قلقة ولا أقول إنك مكتئبة أو شيء من هذا القبيل لأني لا أملك الدليل على ذلك، ولكن أرجو أن يرتفع مستوى تحملك، وأرجو أن تعرفي أن هذه حقيقة أمور عادية جدا في حياة الأطفال وفي حياة الأسر، وأرجو أن تعرفي أن الطفل يتطور وينمو وهذه العادات السلبية والمسلك السلبي ينتهي - إن شاء الله تعالى – تلقائيا أو بنوع من الجهد التربوي.

إذن: التحفيز والتقريب بينها وبين أختها، والاستفادة من الألعاب، وتجاهل ما هو سلبي، وإتاحة الفرصة لها أيضا بأن تلعب مع الأطفال من عمرها، فهذا أيضا يساعدها كثيرا في بناء استقلاليتها، واكتساب مهارات جيدة من بقية الأطفال.

أسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك، وأرجو ألا تنزعجي مطلقا، فهذه أمور طبيعية في مرحلة البناء والتطور النفسي والجسدي للأطفال.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات