السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت متزوجا وطلقت زوجتي بسبب نشوزها، وعلمت أن أهلها يتلفظون بألفاظ غير مناسبة عني، وقد نويت أن أعفو عنها وعنهم حبا في الأجر عند الله وكظما للغيظ، وصفحت عنهم ابتغاء وجه الله، وقد تندم هي وأهلها ويكتشفون أنهم ظلموني ويحاولون الرجوع لي، فهل أذكر لهم أني سمعت عنهم كذا وكذا حتى لا تعود إلي تجنبا للأخطاء مستقبلا أم أسكت وأظهر لها أنني لم أسمع شيئا؟!
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sea حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن نسيان المرارات والكف عن تجديد الآلام والجراحات من أخلاق أهل الكمالات، بل في ذلك تشبه برسل الله رب السماوات، ألم يقل نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه لمن ظلموه وآذوه: ((لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين))[يوسف:92]، بل ذهب أبعد من ذلك فنسب الشر والسوء للشيطان ورعاية لمشاعرهم فقال: ((من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي))[يوسف:100]، وأشرك نفسه رغم براءته فقال: (بيني وبين إخوتي).
فقدم العفو، ولا تذكر لهم شيئا من ذلك، واعلم أن الله يقول: ((فمن عفا وأصلح فأجره على الله))[الشورى:40]، والكريم لا يدقق في الحساب، والسكوت عن رد السوء والشر أبلغ الردود، كما أرجو أن تلتمس لهم الأعذار فإن طلاق ابنتهم صعب عليهم، والإنسان لا يرد الشر بمثله ولكن كما قال الله: ((ادفع بالتي هي أحسن السيئة))[المؤمنون:96]، وأنت مأجور على نية العفو فلا تبدل نيتك لتفوز بأجرك كاملا.
وهذه وصيتي لك بتقوى لله ثم بكثرة اللجوء إليه، وإليك هذه البشارة: (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.