السؤال
السلام عليكم.
أريد أن تنصحوني ماذا أفعل كي أتخلص من حب زوجي الأول، دام على انفصالي 4 شهور وأنا متعلقة به جدا وأتمنى أن يعود لي، ولكن والدتي كانت سبب الانفصال قبل الدخول بي وأنا من أيام عملي معه، وأنا معجبة فيه، ولكن تصرفات أهله السيئة أجبرتني وأجبرت والدتي على التمسك بالطلاق.
ولكني سرعان ما تراجعت عن الطلاق وأخبرت والد زوجي، وقلت له كنت غضبانة، ولكنه لم يوصل الرسالة لابنه صحيحة، وقال لي: أنا تعبت منك ومن مشاكلك، وقبل الطلاق كان في نيته إرجاعي، ولكن عزة نفسه وكبرياءه منعته فأراد أن تكون أسرتي المبادرة، ولكن لأسباب رفضت أسرتي، وتم الطلاق، وأنا حزينة من يومها ولا أستطيع أن أعيش بدونه، وأتمنى الموت لما حصل لعل الموت أرحم من الحياة وما فيها من بشر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ التائبة إلى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فإن تدخل الأهل بهذه الطريقة لها آثار سالبة، وكم تمنينا أن نترك هذه الأمور للفتى والفتاة فهم أصحاب المصلحة، والأهم من ذلك أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقد يحال بين الفتى والفتاة رغم ما بينهما من الحب، وربما تدخل الأهل ظنا منهم أن في ذلك مصلحة ولكن لا يعرف المصلحة الحقيقية إلا صاحب الشأن والإنسان لا يملك قلبه، وكم من فتاة تسبب في إلحاق الأذى بها من حيث أراودوا مصلحتها.
وأرجو أن يعلم الجميع أن العلاقة الزوجية ليست مجرد شركه ولكنها ميثاق غليظ تتلاقى فيه الأرواح قبل الأجساد، وقد طلق رجل امرأة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وانتهت عدتها فجاء يطلبها مع الخطاب فزجره أخوها وطرده وقال أكرمناك وأعطيناك فأهنتها وكان في المرأة ميل إلى زوجها فنزل قول الله تعالى: ((وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ...))[البقرة:232].
ونحن نتمنى أن تجدي في أهلك من العقلاء والفضلاء، من يستطيعون أن يكلموا زوجك الأول ويوصلوا له مشاعرك، وربما حمله ذلك على أن يبادر بطرق الباب، فإن في مبادرته رفعا للحرج عن كل الأطراف.
وأرجو أن تعلمي أن علاقتك بالزوج وليس بأهله، مع ضرورة أن تشجعيه على الإحسان لأهله، وتصبري على أهله من أجله فإن من كمال عقل المرأة أن تحسن إلى أهله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأرجو أن تعلمي أن الأمر بيد الله وأن ما يختاره الله للإنسان أفضل له من اختياره لنفسه، وسوف يأتيك ما قدره لك في الوقت الذي قدره الله.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.