السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:
أنا امرأة أبلغ من العمر 32 سنة، متزوجة منذ 10 سنوات، وليس لدي أولاد.
لدي سؤالان:
الأول: جربت كل أنواع الأدوية ولم أنجب، فماذا يليق بي؟
الثاني: أعاني من وسواس - أي إذا كانت إحدى قريباتي حائضا فمستني أو قبلتني أعيد الوضوء الأكبر فكيف أتخلص من هذا الوسواس؟
من فضلكم ساعدوني فأنا حائرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هل هناك سبب لعدم القدرة على الإنجاب؟ فالعلاج يختلف باختلاف الأسباب، فإن لم تنفع الأدوية فيأتي العلاج بالتلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب ونحوها.
وهنا بعض الوسائل الشرعية عسى الله ينفعك بها ويرزقك بها الذرية الطيبة:
1. كثرة الاستغفار، ومن الصيغ التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه).
ومنها كذلك ما نقوله: (أستغفر الله العظيم ) ونحوها، قال تعالى: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))[نوح:10-12].
2. الدعاء، وحاولي تحري ساعات الإجابة، وخاصة الثلث الأخير من الليل، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟).
3. الصدقة كما في الحديث: (داووا مرضاكم بالصدقة).
4. الرقية الشرعية: وأفضلها رقية الإنسان نفسه، من حديث عائشة - رضي الله عنها -: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى، يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث).
5. قيام الليل: فبالإضافة إلى فضائله العظيمة فإنه كذلك يطرد الداء عن الجسد.
أسأل الله أن يرزقك الذرية الطيبة.
انتهت إجابة الدكتورة / أمل الجاسم ـ أخصائية نساء وولادة ــ ويليها إجابة الدكتور / محمد عبد العليم / أخصائي أمراض نفسية:
فنسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة وأن يسهل وييسر أمرك.
بخصوص موضوع الإنجاب؛ فلاشك أن الأمر لله أولا وأخيرا، وعليك أن تبحثي وتجتهدي وتأخذي بالأسباب، وتبدئي أولا بالدعاء والإلحاح على الله تعالى، فهو الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا، ويجعل من يشاء عقيما، وذلك لحكمة يعلمها، فهو عليم قدير.
وذلك بمواصلة المتابعة مع الأطباء، ونصيحتي لك هي أن تذهبي وتقابلي الدكتور محمد عبد الله شحاته ـ استشاري أمراض النساء والولادة، واستشاري طرق الإنجاب، فهو طبيب معروف وموجود في مستشفى النساء بالدوحة، فمن وجهة نظري هو خير من يقدم لك النصائح وتناقشين معه هذا الموضوع، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك.
ولا شك - كما ذكرت – أن الدعاء مطلوب في كل حالة، وخاصة في مثل هذه الحالات، فأنت مضطرة، وقد قال تعالى: ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء))[النمل:62]، وقال تعالى عن سيدنا زكريا: ((رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء))[آل عمران:38] وقال تعالى: ((رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين))[الأنبياء:89] ماذا كانت النتيجة؟ ((فاستجبنا له ووهبنا له يحيى))[الأنبياء:90]..
فعليك بالدعاء، خاصة هذه الأدعية الواردة في القرآن الكريم، وهي لها سر عظيم في ذلك، وقال تعالى أيضا على لسان سيدنا نوح عليه السلام - : ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا))[نوح:10] ما هي النتيجة؟ ((يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا))[نوح:11-12].
ونسأل الله أن يتقبل منك وأن يرزقك الذرية الصالحة.
وعموما الإنسان يسعى كما ذكرت لك ويقبل بما قسم له، فالأمر بيد الله تعالى.
أما بالنسبة للوساوس التي تعانين منها؛ فإن شاء الله هي وساوس بسيطة، وبما أنك مدركة وملمة أنها وساوس فهذا في حد ذاته أمر طيب من الناحية العلاجية، والمطلوب منك هو أن تقومي بنوع من الضوابط الذاتية، أقصد بذلك أن تحللي هذه الوساوس، وسوف يوصلك إن شاء الله هذا التحليل الدقيق إلى أن هذه الوساوس سخيفة ويجب ألا تتبع ويجب أن تحقر، وهي لا تليق بك، وحاولي أن تقومي بنوع من المقارنات، بمعنى أن الناس تمس بعضها البعض ولا تعاني من مثل هذا النوع من الوساوس.
قولي لنفسك: (لن أتبع هذا الوسواس، سوف أحقر هذا الوسواس)، ولا تتجنبي تحية أقربائك، فالتجنب أيضا يدعم ويقوي الوساوس..
اتضح الآن أن الأدوية المضادة للوساوس فعالة جدا في مثل هذا النوع من الوساوس خاصة أنها وساوس تقوم على الفكرة أكثر من التطبيق، أي بمعنى أنها ليست وساوس أو طقوسا أو أفعالا، فالذي أرجوه منك هو أن تتناولي عقارا يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وهو دواء جيد جدا وسليم جدا ويزيل القلق ويزيل الوساوس ويحسن المزاج.
ابدئي في تناول الفافرين بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين - ويفضل تناوله بعد الأكل – وبعد مضي أسبوعين ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا واستمري عليها لمدة ستة أشهر أخرى.
هذا الدواء دواء فعال جدا وسليم جدا، وإذا تناولته بصورة منتظمة وحقرت فكرة الوساوس وقمت بمقاومتها وأحجمت الإحجام التام عن إعادة الوضوء فإن شاء الله سوف تجدين نفسك أنك قد تخلصت من هذا القلق الوسواسي.
بارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والذرية الطيبة الصالحة.
وبالله التوفيق.