الوساوس القهرية .. علاقتها بالقلق النفسي وعلاجها

0 496

السؤال

لي أخت في السادسة والعشرين من عمرها، وهي بصحة جيدة وغير متزوجة، ولكنها تعرضت لصدمة عاطفية منذ حوالي أربع سنوات، وقد شفيت منها، ولكن منذ حوالي عامين بدأنا نلاحظ اهتمامها الشديد بالنظافة وكثرة غسل يديها والاستحمام لمدة ساعتين أو أكثر، إضافة إلى تقلب مزاجها الحاد وعصبيتها غير المبررة.

ورغم أنها تصلي - ولله الحمد - إلا أن تصرفاتها أصبحت تزعجنا وحولت حياتنا إلى جحيم، فهل تعاني من وسواس قهري أم اكتئاب؟ وما هو العلاج لهذه الحالة؟ وما هي الأدوية المتاحة والجرعات؟

علما بأنها ترفض بشكل قاطع العلاج النفسي، وهي شديدة العصبية.

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sameera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الواضح أن أختك تعاني من وساوس قهرية، والوساوس يمكن أن تكون أفكارا أو خواطر أو أفعالا أو اندفاعات أو مخاوف أو طقوسا تكون متسلطة على الإنسان ويؤمن بسخفها ولكنه يتبعها خوفا من القلق، وأختك لديها مخاوف وسواسية داخلية، وهي مخاوف الاتساخ، وقد تحول ذلك إلى الاهتمام الشديد بالنظافة وكثرة غسل يديها وكذلك الاستحمام لمدة ساعتين أو أكثر.

ويلاحظ أن أربعين إلى خمسين بالمائة من مرضى الوساوس القهرية يكون لديهم عصبية وتوتر وقلق، والوساوس في حد ذاتها تعتبر نوعا من القلق النفسي، ويكون الوسواس أيضا مصحوبا بدرجة بسيطة من الاكتئاب النفسي.

ويجب أولا أن يشرح لها ويفسر لها حالتها، فهذا ضروري جدا، فيجب أن تقرأ عن الوساوس القهرية، ويجب أن تكون لها المعلومات الكافية عن الوساوس القهرية؛ لأن تفهم الأمر يساعد الإنسان في التخلص منه، والوساوس ما هي إلا نوع من القلق النفسي يمكن التخلص منها، وذلك بالإصرار على تحقيرها وعلى مواجهتها.

وهذه الأخت بحاجة للعلاج السلوكي، ومحتاجة للعلاج الدوائي، والعلاج السلوكي هو علاج بسيط، وهو أن تعرض نفسها للأوساخ دون أن تقوم بغسلها، فهذا هو المبدأ الرئيسي، وأعرف أنها ربما ترفض ذلك وربما تعاند، ولكن هذا هو المبدأ العلاجي الصحيح، حيث يمكنها مثلا أن تضع شيئا متسخا في يدها وتصبر عليه لمدة دقيقتين، ثم تترك هذا الشيء ولا تغسل يديها إلا بعد عشر دقائق، والغسل يجب أن يكون بكمية محددة من الماء تكون في إناء وليس من الصنبور أو الحنفية، وتحديد كمية الماء مهمة جدا، وهي يجب أن تعرف ذلك مقدما، أن الماء بالنسبة لها سوف يكون محدودا، وهكذا أيضا في الاغتسال وفي أمور الطهارة وغيرها، يحدد كمية الماء ويحدد الوقت أيضا، هذه التنبيهات السلوكية تعتبر أمورا أساسية.

وأما العلاج الدوائي فتوجد أدوية قوية وأدوية ممتازة وفعالة لعلاج الوساوس القهرية، وكذلك لعلاج القلق وتحسين المزاج وإزالة الاكتئاب، والعقار الذي أود أن تتناوله يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac) - وله أسماء أخرى -، وهناك منتج تجاري جيد في الأردن يمكن أن تستعمله، فأرجو أن تبدأ بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجراما) يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجراما) في اليوم وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى.

وهذا الدواء من الأدوية السليمة ومن الأدوية الممتازة وغير الإدمانية، ولا يؤدي إلى أي أضرار على الأعضاء الرئيسية في الجسم، وهناك عقار آخر مساعد أود من هذه الأخت أن تستعمله لأنه يساعد كثيرا في العصبية، وهو يعرف باسم يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) وهو الحمد لله متوفر في الأردن، عليها أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

وسوف يساعدها أن تعبر عن نفسها وأن تجد المساندة من جانبكم وأن نشعرها بأهميتها، وأنه توجد أمور كثيرة إيجابية في حياتها، وما تعرضت له من صدمة عاطفية هو أصبح أمرا من أمور الماضي، وعليها أن تعيش حاضرها بقوة وأن تعيش مستقبلها بأمل.

ولا شك أن التمسك بالدين والتقرب إلى الله تعالى والمحافظة على الصلوات والتزام قراءة القرآن والأذكار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم في مثل هذه الأحوال سوف يقوي رصيدها العلاجي ويجعل طريقها للشفاء سريعا وقصيرا إن شاء الله، نسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات