السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة تقدم لي شاب على خلق ودين وعلم، وقد وافق أهلي عليه، وصليت صلاة الاستخارة كثيرا وارتحت إلى حد ما، ولكني عندما رأيته تغير كل شيء، وشعرت بضيق كبير، وصليت صلاة الاستخارة مرة أخرى، وأخشى أن أرفضه لعدم راحتي، خاصة أني لا أجد فيه عيبا، ولكني لا أستطيع أن أوافق في نفس الوقت.
وقد دعوت الله قبل أن يتقدم بأن يرزقني بالإنسان المناسب، فتقدم هو لي، وأشعر بالذنب كثيرا، ولا أشعر بالراحة في الرفض أو القبول، وقد استشرت الكثيرين فنصحوني بالموافقة، خاصة أنه إنسان طموح ويريد أن يفعل لي كل ما أريد، وأهلي يريدون مني الآن قرارا أكون مقتنعة به، وقد تعبت كثيرا من التفكير ولا أجد حلا لما أنا فيه، وقد دعوت الله كثيرا إن كان خيرا لي أن يحببني فيه ويمضيه، ومرة أوافق وأعود مرة أخرى فأرفض، فماذا أفعل؟
ساعدوني وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ننصحك بالاجتهاد بتذكر ما فيه من الإيجابيات والتعوذ بالله من الشيطان، وعليك بتكرار الاستخارة، فإذا استمر النفور واشتد فلا مانع من الاعتذار الحسن، ولا تجاملي في هذه المسألة، واعلمي أن المشوار طويل، والإسلام يهتم بمسألة القبول والارتياح، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولكننا ننصحك قبل ذلك بالنظر في الموضوع بطريقة شاملة ومن كل الجوانب حتى لا يحصل بعد ذلك ندم، واعلمي أن رفض الشاب ليس عيبا فيه، وهذه الأمور مقدرة، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير ثم يرضيكم به.
ولا مانع من أن تطلبي فرصة للتفكير في الأمر حتى يكون قرارك صائبا وصحيحا، ولا يخفى عليك أن من حق الشاب والفتاة الرفض أو القبول، وليس لأحد أن يتدخل إلا من باب الإرشاد والتوجيه، مع ضرورة مراعاة المشاعر وحسن الاعتذار.
ونحن نعتقد أن أي رفض ونفور ليس له أسباب ظاهرة وواضحة يمكن أن يتلاشى ويزول بكثرة اللجوء إلى الله والمواظبة على ذكره، مع ضرورة تذكر إيجابيات الشخص وتضخيمها.
ونحن نتمنى أن تنظري في الأسباب الخارجية، فربما كانت لها علاقة في نفسك من كراهية المفارقة أو النفور من الذين حول الشاب من الأقارب، وربما كان النفور لصفة فيه، فعند ذلك يجب أن تنظري إليه هو كإنسان لا ذنب له في أحوال من حوله، وتتذكري أنك لن تجدي شخصا بلا عيوب، كما أنك لست خالية من النقائص والعيوب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وسوف نكون سعداء بتواصلك مع الموقع، خاصة إذا وصلنا شرح وتوضيح أكثر، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.