توجيهات تربوية في كيفية التعامل مع كثرة الزيارة من الجيران

0 462

السؤال

السلام عليكم.

نحن بجانبنا جيران دللناهم كثيرا، يعني يوميا يكونون في منزلنا ومرة عبر التلفون، بل جعلوا من منزلنا السوق الممتاز! ونحن لا نعرف كيف نحد من تعاملاتهم معنا بدون جرح لمشاعرهم؟ لذا أطلب من حضرتكم مساعدتي بحلول سديدة يمكن إنجازها.

شكرا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sososasi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن انشغالك بالطاعات والعبادات والأعمال المفيدة سوف يجعلهم يقللون من فترات الحضور إلى منزلكم وهذا أمر ضروري حتى لا تتأثر حياتكم سلبا بكثرة دخولهم عليكم.
ونسأل الله أن يعينكم على الصبر والاحتمال.
وهذا ثمن وجود الإنسان في مجموعة، فالمسلم الذي يخالط الناس ويصبر على الأذى خير من الذي لا يخالط ولا يصبر.

ونحن في الحقيقة نتمنى أن تحسنوا التعامل معهم وتحسنوا الاعتذار إذا اضطررتم لذلك، مع أننا نفضل الاستمرار في استقبالهم إذا لم يلحقكم ضرر من وجودهم معكم.

وأحسب أن الأمر هين، وأن الحياة تجمع الناس وسرعان ما يتفرغون لطلب العلم، أو المعايش أو الزواج، وقد يحصل الفراق بالموت، كما أرجو أن تصطحبوا مشاعرهم النبيلة تجاهكم فإن الذي يأتي إليك يحبك ويقدرك رغم أنه من الخطأ أن تكثر الزيارات، فالتمسوا لهم الأعذار وحاولوا الاستفادة من وقت وجودهم على طريقة الإمام ابن الجوزي الذي كان يدفع مثل تلك الزيارات جهده، فإن عجز عن دفع الثقلاء كما كان يسميهم استخدم لحظة وجودهم في إعداد الأقلام وترتيب ما كتب، وربما طلب مساعدتهم في ذلك.

وأرجو أن أقول لكم أنتم مثل السوق تحمل إليه البضائع الرائجة، فاجعلوا بيتكم عامرا بالصدق والقرآن والخير، واستغلوا وجودهم في الدعوة إلى الله ـ ونشر العمل الصالح، والتعليم، وعندها لن يأتيكم إلا من فيه الخير، وزيارة الأخيار تنفع ولا تضر، ونسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات والصبر.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه ومرحبا بكم في موقعكم مجددا.
ونسأل الله لكم التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات