السؤال
السلام عليكم
أعاني من اكتئاب منذ وفاة والدتي، والحياة بالنسبة لي لا شيء، وأعيش فقط من أجل زوجي وابنتي، وهذه الحالة أدت إلى الصداع في الرأس ودوران وضغط في الدم، فهل من علاج؟!
ولكم جزيل الشكر.
السلام عليكم
أعاني من اكتئاب منذ وفاة والدتي، والحياة بالنسبة لي لا شيء، وأعيش فقط من أجل زوجي وابنتي، وهذه الحالة أدت إلى الصداع في الرأس ودوران وضغط في الدم، فهل من علاج؟!
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى لوالدتك الرحمة والمغفرة وأن يكرم نزلها، وأن يوسع مدخلها وأن يباعد بينها وبين خطاياها كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن يؤانس وحشتها وأن يغفر زلتها وأن لا يفتنكم بعدها.
ولا شك أن مثل هذا الفقد هو فقد كبير، ولكن المسلم يتجلد بالصبر والطمأنينة دائما، ويسأل الله الرحمة والمغفرة لميته، وأن يلهج لسانه بـ: (إنا لله وإنا إليه راجعون)؛ لأن هؤلاء كما قال تعالى: ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون))[البقرة:157]، وأنت مأجورة بدعائك لوالدتك، فكما قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. ومنهم: أو ولد صالح يدعو له)، فكوني حريصة أن تكوني من هؤلاء.
وهذا يجعلك في طمأنينة ويجعلك تتقبلين فقدان والدتك، ونحن نعرف أن الأمر ليس بالسهل، وهي مصيبة، كما قال تعالى: ((مصيبة الموت))[المائدة:106]، ولكن الموت هو مصير الأولين والآخرين ولا شك في ذلك، وعليك بالصبر والدعاء، وسوف تخرجين من هذه الحالة، فهي حالة ظرفية وليس أكثر من ذلك، ومن أعظم نعم الله علينا هي النسيان والأمل، فالإنسان لا يمكن أن يعيش كل حياته مليئة بالكدر والكرب ويتفاعل سلبا مع كل شيء، والحزن هو شعور إنساني لابد أن يحدث، ولكن الإنسان يحزن ولكن في نفس الوقت يقول: (يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول إلا ما يرضي ربنا) كما قال صلى الله عليه وسلم، فسلي الله لوالدتك الرحمة والمغفرة وأن يجازيها بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا.
وأنت لديك أشياء عظيمة لكي تعيشي من أجلها، فأنت مسلمة ومؤمنة ومكلفة بعمارة هذه الأرض، وإذا أدرت وقتك بصورة صحيحة واهتممت بزوج وأبنائك فهذا في حد ذاته أمرا إيجابيا، فأرجو أن تشعري بقيمتك، وأن تشعري بقيمة حياتك، ولا تكوني سلبية في تفكيرك.
وبالنسبة للصداع فلا شك أنه ناتج من انقباضات عضلية، فإنه يعرف أن عضلة فروة الرأس هي عضلة كبيرة، وفي حالات القلق والتوتر تحدث انقباضات تؤدي إلى الشعور بالصداع، والدوران أيضا قد يكون ناتجا عن القلق.
وأما بالنسبة لضغط الدم فإذا حدث ارتفاع في ضغط الدم فلابد أن تراجعي الطبيب وتتأكدي من هذا، وإذا تطلب الأمر العلاج فلابد أن تتناولي العلاج.
وهناك البعض يتحدث عن ارتفاع ضغط الدم العصبي، وهذا المفهوم ليس مفهوما صحيحا؛ لأن ضغط الدم قد يرتفع بسيطا في حالات القلق والتوتر ولكن هذا الارتفاع في ضغط الدم لا يصل للحد المزعج، ونحن نعتقد أن كل من يرتفع ضغطه حتى في حالة الضغوط النفسية هذا يعني أنه في الأصل لديه القابلية لارتفاع ضغط الدم المرضي، فأرجو أن تتابعي مع طبيب الباطنية أو طبيب الأسرة وتتأكدي مما سيؤول إليه هذا الارتفاع في ضغط الدم.
وسوف أصف لك علاجا بسيطا يساعدك في إزالة هذا الكدر وهذا الاكتئاب – إذا جاز التعبير –، وسوف يساعدك أيضا في علاج الصداع القلقي، وهذا العقار الذي أود أن أصفه لك يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويسمى في المغرب باسم (ديروكسات Deroxat)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) ليلا لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراما) واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناوله.
وهذا الدواء من الأدوية السليمة وسوف يساعدك كثيرا بإذن الله تعالى، ولكن لابد أن تكوني فعالة وأن تكوني متفائلة، وأن تكثري من التواصل الاجتماعي، وعليك بالصلاة وبكتاب الله والدعاء، فهذه كلها مفرجات للكرب، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب وثقتك فيما تقدمه.
وبالله التوفيق.